رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
لغة واحدة ووجه واحد!

هذا الموقف المصرى الذى لفت الأنظار منذ اندلاع الشرارة الأولى للأحداث الدامية فى حى الشيخ جراح بالقدس والتى بلغت ذروتها بالعدوان الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة ليس بالأمر الجديد على مصر التى ترفع رايات السلام لكنها فى ذات الوقت لا تتخلى عن دورها فى مساندة الشعب الفلسطينى وقضيته المشروعة.

لقد تيقن الجميع مجددا أن مصر دولة مبادئ لا تتكلم لغتين ولا تتعاطى مع الأزمات بوجهين وإنما تقول فى العلن وعلى رؤوس الأشهاد ما تقوله خلف الكواليس وفى الاتصالات الدبلوماسية والمساعى السياسية المحاطة بالسرية والكتمان.

لم تشغل مصر بالها بالقيل والقال لأن شاغلها الأكبر كان ولا يزال هو وقف العدوان وإعادة إحياء الأمل فى العودة إلى طريق السلام المستند إلى مبادئ الشرعية الدولية وحق تقرير المصير وغير ذلك لا يهم مصر إطلاقا فالذى يهمها هو بند واحد يتمثل فى الانتصار للحق والعدل وإخراج الجميع من أوهام القدرة على شطب الآخرين من معادلة العيش المشترك من خلال حل الدولتين!

إن أجهزة الدولة المصرية المعنية بمتابعة التطورات المتسارعة فى القدس وقطاع غزة لم تعرف طعم النوم طوال الأيام الماضية حيث أديرت أكبر وأوسع شبكة اتصالات عربية وإقليمية ودولية من أجل حشد المجتمع الدولى لسرعة وقف نزيف الدماء والحيلولة دون مزيد من تدهور الأوضاع فى المنطقة قبل أن يفلت الزمام وتزداد صعوبة السيطرة على الأحداث.

لقد وقعت أحداث جسام وتعقدت المواقف بشدة بعد أن سالت دماء غزة وقتل وجرح المئات من الأبرياء لأن هناك من ركبوا رؤوسهم فى إسرائيل بدلا من التعاطى مع الأحداث بعقل ومنطق يضع فى الاعتبار ما تتحسبه مصر من مخاطر اتساع الصراع ودخول عوامل طارئة تؤدى لمزيد من تعقيد الموقف.

إن الإفراط فى استخدام القوة ضد المدنيين يشكل إهدارا لأبسط القيم الإنسانية ويضع بذورا صالحة لإنبات العنف والتطرف والذى يعطل أى حلم فى السلام والأمن والاستقرار وأى نظرة سريعة على الماضى تؤكد أن سياسات فرض الأمر الواقع التى انتهجتها إسرائيل ربما تحقق لها مكاسب وقتية لكنها تخسر الأهم وهو اطمئنان شعوب المنطقة لجدية قبولها للسلام والتعايش مع جيرانها!

كانت رسالة مصر واضحة حول أهمية سرعة السيطرة على الأحداث حتى لا تتسع رقعة الصراع وتتحول المنطقة إلى ميدان فسيح تتصارع فيه القوى الدولية والإقليمية وتتصادم.. ومازالت الفرصة متاحة لقراءة الرسالة المصرية جيدا.

خير الكلام:

<< الرأى الحكيم هو الوسيط ما بين المعرفة والجهل!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: