كان الأسر فى سجن كورونا فى رمضان ، بالنسبة لى، ظرفا استثنائيا لمتابعة القليل من طوفان مسلسلات الشهر الكريم، الذى جرت العادة على أن يكون هو الموسم الأمثل لعرض كل ما هو جديد منها. كم كان عددها فى هذا العام..؟ وفق ما قرأت كان العدد حوالى 30 مسلسلا، (وانا أتحدث هنا عن المسلسلات المصرية، فلم أعتد للأسف متابعة المسلسلات العربية). إننى أكتب هذه الكلمات ليس إطلاقا كناقد ادبى أو فنى، وإنما كمشاهد عادى، يفتح جهاز التليفزيون بعد الإفطار مباشرة، ويتجه لتفضيلاته وفق خلفيته عن الأعمال المقدمة، من هم كتابها، ومن هم أبطالها، ...إلخ. هل ننسى مثلا ابداعات وروائع الكاتب والسيناريست الراحل الكبير وحيد حامد، أو هل ننسى أعمال أسامة أنور عكاشة...وغيرهما كثر من كتاب الدراما العظام الذين يصعب حصرهم؟ وواضح أن هناك أجيالا جديدة متميزة من الكتاب والمؤلفين الذين أتحفونا هذا العام بأعمالهم المتميزة. بالنسبة لى فإن وجود نجم متميز وموهوب فى المسلسل يكفى كى ألتفت إليه وأشاهد ما يقدمه أيا كان...ألم تكن تلك هى قيمة الفنان الكبير عادل إمام -أطال الله فى عمره-...؟ أيضا فأنا شخصيا من أشد المعجبين بالفنان العظيم يحيى الفخرانى، ومنذ أول رمضان وأنا أتابع بانتظام مسلسل نجيب زاهى زركش، برغم ما قرأته عن اقتباس مؤلفه عبدالرحيم كمال لفكرته من مسرحية وفيلم إيطالى قديم. قطعا، إهمال الإشارة إلى أصل الفكرة هو أمر مدان، ولكن ذلك لا ينال أبدا من قيمة وجمال أداء يحيى الفخرانى. اما المسلسل الثانى الذى جذب انتباهى بشدة وما أزال أتابع أحداثه بشغف فهو لعبة نيوتن من إعداد ورشة سيناريو إشراف مها الوزير وتأليف وإخراج تامر محسن، وبطولة منى زكى ومحمد فراج ومحمد ممدوح، المسلسل قوى وجرىء فى فكرته، ويثير قضايا اجتماعية ونفسية مهمة تعكس هموم المواطن المصرى بدءا من مشكلة الطلاق الشفوى، وحتى الدور الذى تلعبه التجارة بالدين والتدين على نحو شديد السلبية فى المجتمع المصرى المعتدل.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: