رحل عمود الخيمة الصحفية, الأستاذ مكرم محمد أحمد, ذلك الصحفى العتيد, والمناضل القوى, الذى لا يخشى فى الحق لومة لائم.
كان قويا, وشامخا, ووطنيا مخلصا, وصحفيا من طراز فريد, لا يتكبر على مهنة الصحافة وهو فى قمة المناصب الصحفية.
قبل أن ألتقيه, بشكل شخصى, كنت من قرائه, وكنت شديد الحرص على شراء مجلة «المصور» أسبوعيا لأستمتع بقراءة مقاله الأسبوعى, والتعلم من مدرسته الصحفية, التى نجح فيها ببراعة, وكانت مجلة «المصور», فى عهده, منافسا قويا لأشهر الصحف والمجلات.
اقتربت منه فى العمل النقابى فى دورة النقابة عام 2007, حينما فاز بمنصب «نقيب الصحفيين», وكنت «وكيلا أول للنقابة», تعلمت منه الكثير نقابيا, فهو أول المدافعين عن خصومه, وأول المتحمسين للدولة الوطنية.
بعد انفعاله يهدأ تماما, وينسى أسباب انفعاله, ويتعامل بود شديد مع من كان مختلفًا معهم.
وقف مساندا للكثير من خصومه, فى أوقات شدتهم, فى نبل شديد, وفروسية, من النادر أن تجدهما فى الكثير من الأشخاص.
بعد «25 يناير» حاولوا اغتياله معنويا, لكنه صمد, ودافع عن الدولة المصرية, وقت أن كان البعض يهرب كالفئران المذعورة, ويقفز من «المركب», لكنه لم يفعل, وحافظ على قناعاته المهنية والوطنية, رغم محاولة بعض من ساندهم طعنه من الخلف, لكنهم فشلوا, وظل هو قويا لا يهتز.
مهنيا, كان حريصا على أن يكون صحفيا حتى «الرمق الأخير», ولم يتنازل عن الورقة والقلم فى كل اللقاءات, بل كان يسعى إلى إجراء حوارات ومقابلات صحفية بمفرده دون «غرور» أو تعالٍ».
الأستاذ مكرم محمد أحمد سيرة ومسيرة طويلة من الصعب اختصارهما فى مقال أو حتى كتاب, لكنه سوف يظل نبراسا مضيئا لكل الموهوبين, والمتميزين, وأبناء الدولة الوطنية المخلصين.
[email protected]لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة رابط دائم: