رئيس مجلس الادارة

د. محمد فايز فرحات

رئيس التحرير

ماجد منير

رئيس التحرير

ماجد منير

حكاية فكرة
قطيعة ماسك وترامب نموذجا!

يبدو أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى دورته الراهنة يتصور أنها أكثر من 4 سنوات، ومع أن المشرعين الأمريكيين (المؤسسين) لتلك الدولة يدركون ما هو تحت يد الرئيس من سلطات فى حالة لم يستطيعوا التكيف، وهذا لم يحدث كثيرا فى التاريخ الأمريكي، فإنه لأول مرة فى الدورة الحالية يسيطر الرئيس على كل السلطات (الحزب الجمهورى قبل الانتخابات، والحزب الديمقراطى الذى عجز عن تقديم مرشح قوى أمامه، ثم كانت سيطرته الأخرى على الكونجرس بمجلسيه)، مما جعل ترامب فى موقف غاية فى القوة حتى مع حكام الولايات، وهو ما نراه الآن فى التدخل السافر فى أحداث لوس أنجلوس، والخلافات الحادة مع حاكم الولاية، ثم مع وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية، وما نتج عن ذلك من حملات المداهمات التى اجتاحت لوس أنجلوس وبقية المدن الأمريكية.

لم تكن المعارك السابقة هى الأولى لترامب، فقد كانت له معركة قبل ذلك مع أهم جامعة أمريكية (هارفارد)، التى تعد من أخطر معاركه، والتى امتدت إلى جامعة «كولومبيا»، هذا علاوة على معركته مع إيلون ماسك التى وضح منذ البداية أن شراكة طويلة الأمد ومتكافئة بين الرجلين (أقوى سياسى فى العالم وأغنى رجل فى العالم) تبدو أمرا مستحيلا، خاصة أن ترامب يطلب ولاء مطلقا، فى حين يرفض الآخر أن تُفرض عليه قيود، لذا لا يمكن لشخصين بهذا الحجم من تضخم الأنا أن يتشاركا مركز القوة السياسية.

وأخيرا، قد يبدو الشقاق بين ترامب وماسك مجرد خلاف بين مشاهير، لكنه أعمق وأكثر تأثيرا من ذلك بكثير فى الوقت الحالي، حيث لايزال ترامب وماسك عالقين فى صراع الأنا، ولا يبدو أن هناك نهاية لصراع من هذا النوع، ومن هنا يجب على كل السعداء بنتائج رحلة ترامب الأخيرة للمنطقة دراسة علاقته مع ماسك لأخذ العبرة والدروس، لأننى أعتقد أن مرحلة ترامب قصيرة، ولا تستدعى العداوة أو الإفراط فى الثقة والصداقة، كما يجب عليهم دراسة تجربة أوروبا، وروسيا، والصين مع ترامب، وتعامله معها، لأن العالم يمر بسنوات صعبة ودقيقة، ومتغيرات قاسية.


لمزيد من مقالات أسامة سرايا

رابط دائم: