رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الغد الأفضل بات قريبا

أثناء متابعتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى قرية سدس الأمراء فى بنى سويف، زاد إيمانى بأن الشعب المصرى لن تهزه أزمة، وأن إرادته لا تلين، وأن قدرته على اجتياز الصعوبات والأزمات لا يجاريه فيها شعب آخر، فالآلاف احتشدوا فى القرية التى تحولت إلى نموذج حديث للقرية المصرية، وتستطيع أن تسابق العصر بخدماتها، وكانت هتافاتهم وكلماتهم مليئة بالإصرار على التفاؤل، وأن القادم أفضل، وأن الأزمة الاقتصادية التى تمر بها مصر عابرة، مثلما عبروا أزمات كثيرة، لكنهم هذه المرة كلهم ثقة فى أن عبورهم سيكون لحياة أفضل كثيرا، رأوا بعض معالمها فى مبانى وخدمات ومشروعات قريتهم، وتحولت بفضلها إلى قرية عصرية، فكيف لا يتفاءلون بالمستقبل، رغم ما يعانونه من ارتفاع فى أسعار السلع والخدمات، وها هو الرئيس عبدالفتاح السيسى بينهم فى قريتهم، يجلس معهم ويبادلهم الحديث الصريح والمليء بالثقة والحب، واستوقفنى قوله لهم «أنا إنسان بسيط مثلكم، خرجت من بينكم وعشت كواحد منكم، وأشعر بما تواجهونه من صعوبات»، شعروا حينها بحجم العبء الذى يشعر به الرئيس لكى يتجاوز بهم ومعهم تلك الفترة الصعبة، إنه يشاطرهم نفس المشاعر، ويعيش حياتهم، ويقاسمهم المعاناة، ويتجاوز معهم الصعاب. وكان الرئيس صريحا وواضحا، يتحدث إليهم عن المشكلات التى تواجه مصر، الأوضاع العالمية التى تسببت بها، وأن سبب قطع الكهرباء لفترات محددة ومحدودة جاء لأن أسعار البترول قد ارتفعت من 65 دولارا إلى 90 دولارا، وكان العبء ثقيلا على الموازنة، ولهذا نتحمله جميعا. هنا أعطى الرئيس النموذج للقيادة الواضحة والقريبة من شعبها، التى تقاسمه الصعاب والنجاحات، فكان إصرار الرئيس الدائم على أن ما يتحقق من مشروعات زراعية وصناعية وخدمية كان بكم ومعكم، وأننا واصلنا بناء المشروعات القومية الكبرى، وسنواصل البناء رغم كل التحديات، ولن يوقفنا أحد، مثلما لم توقفنا جائحة كورونا أو الحرب الأوكرانية، وما ترتب عليهما من أزمات عالمية، وظل العمل متواصلا فى مصر بكل عزيمة وإصرار، فليس أمامنا إلا أن نحقق ما نحلم به، وأن نلحق بركب الدول الكبرى. كان المشهد ملحميا، ليس بالمجموعة التى تحلقت حول الرئيس وهو يجوب أنحاء القرية ومشروعاتها، وإنما فى الروح التى أحاطت به، إنها المحبة والتقدير والثقة فى المستقبل وعبور الأزمة الراهنة، ورؤية ثمار جهد وعرق الشعب وقيادته، وما سيحققه من تقدم وازدهار لابد أن يأتى بفضل تلك العزيمة وهذه الروح التى تكشف المعدن الحضارى للشعب المصري، الذى قهر الكثير من الصعاب طوال تاريخه العريق، ولهذا جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى معبرة عن تلك الروح، حينما قال إن مصر التى كان لها الريادة على العالم، قادرة على صناعة المستقبل.


شعرت بأن الأزمة التى اجتزنا أصعب مراحلها من الإرهاب إلى الإرث المزمن من إهمال البنية الأساسية وحتى جائحة كورونا والحرب الأوكرانية جعلتنا أكثر صلابة، وعندما أرى حجم المشروعات العملاقة التى أنجزتها مصر فى ظل هذه الصعاب أشاطر شعبنا فى بنى سويف تفاؤله بأن الغد الأفضل بات قريبا، وعندما أرى حجم الحملات التى تتعرض لها مصر، سواء من الخارج أو بعض أذنابهم فى الداخل، أدرك تماما أننا ماضون فى الطريق الصحيح، وأن مصر باتت على بعد أمتار من تجاوز أزمتها، وأنها شقت الطريق الأصعب بالعمل وتوجيه الاستثمارات نحو بناء مستقبل أفضل، حتى لو كان يتطلب تضحيات فى الحاضر، فالطريق الأصعب الذى يبنى تنمية مستدامة على أرضية صلبة يحتاج إلى عقود وليس لسنوات، لكننا اجتزنا الشطر الأكبر من طريق البناء فى ظل الصعاب والأزمات، ومن ينجح وهو محمل بالأعباء ومحاط بالأزمات لا يمكن الخوف على مستقبله، فما اجتزناه من مصاعب وما حققناه من بناء وتعمير يؤكد أننا قادرون على عمل الأفضل عندما تكون الظروف أهون، ولا أعرف هل الرئيس عبدالفتاح السيسى محظوظ بأنه يقود شعبا يتمتع بتلك الصفات الحضارية، قادرا على التحمل والبناء والنهضة السريعة؟ أم أن الشعب المصرى محظوظ فى قيادته التى تعرف معدنه الأصيل، وتدرك قيمته ومواطن قوته، وتعبر به أكثر الطرق مشقة ووعورة، لأنه الطريق الأقصر والأسرع، ولا يمكن لشعب أن يحقق كل تلك القفزات، ويقدم كل تلك التضحيات إن لم يكن كامنا فيه بذرته الحضارية الواعية، والتى تعرف بحسها الدقيق أين تسير، وتعطى ثقتها لمن تشعر بأنه يستحق.

لقد زاد يقينى بعد زيارة الرئيس بنى سويف أن مصر ماضية فى طريقها، ولن توقف مسيرتها التنموية، وستمضى مظللة الفئات الأكثر ضعفا بالحماية التى تستحقها، من خلال مشروع حياة كريمة، وتمنحهم الأمان حتى تصل بهم إلى شاطئ تحقيق الأحلام بحياة أكثر كرما وعطاء، وأن الالتفاف الشعبى حول المشروعات القومية الكبرى لن يتزعزع أمام حملات التشويه والإساءة والأكاذيب التى نراها فى منصات التواصل الاجتماعى أو القنوات الفضائية الأجنبية أو عبر المستأجرين فى الداخل والخارج، وقد انكشفت مخططاتهم، وسقطت أقنعتهم، وأتوقع أن تواصل، بل تكثف تلك الحملات فى الفترة المقبلة، فكلما اقتربت مصر من الوصول إلى شاطئ الأمان، محققة طفرات واسعة فى إنجازاتها التنموية، وظهرت بوادر ثمارها، يزداد خوف المتربصين، ويسعون إلى استثمار أجواء الانتخابات الرئاسية فى تحقيق مآربهم الخبيثة، لكن هيهات أن تتحقق تلك الأوهام، مهما أنفقوا عليها، أو تورطت فيها جهات أجنبية تدعمهم، فالتلاحم بين الشعب والقيادة، مع عزيمة وإرادة فى الوصول بمصر إلى المكانة التى تستحقها، ونضحى من أجلها قيادة وشعبا لا يمكن أن يترك لهؤلاء المتربصين فرصة تسميمها أو بث الفتن حولها، أو محاولة إثارة القلاقل، فما يجمع الشعب بقيادته عصى على التفكك، وستمضى مصر إلى طريقها نحو المستقبل بكل ثقة وعزة وكرامة، مستندة إلى مشروعات تنموية عملاقة، تمتد من بنى سويف إلى كل أنحاء صعيد مصر، الذى يحتل الأولوية، لتعويضه عن فترات طويلة من الإهمال، ولن تتوقف عند حدود صعيد مصر، بل تنتشر من الضبعة والسلوم والعلمين وشرق بورسعيد ورفح الجديدة ، والبحر الأحمر والدلتا، لتغير وجه مصر إلى الأجمل والأحدث والأكثر قدرة على خوض سباق المنافسة العالمية مع الدول الكبرى.


لمزيد من مقالات بقلم ــ عـــلاء ثابت

رابط دائم: