معركة حامية الوطيس شهدها مجلس الأمن أمس الأول فى الجلسة رفيعة المستوى لمناقشة الوضع فى أوكرانيا، والتى عُقدت بطلب من ألبانيا.
الجلسة شهدت نقاشا حادا، وغاضبا، وكان من الممكن أن تتطور الأمور إلى الأسوأ لولا التنظيم الدقيق الذى حال بين المواجهة المباشرة بين الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف.
اعترضت روسيا على إعطاء الكلمة للرئيس الأوكرانى، وطالبت بعدم وضعه فى مقدمة طالبى الكلمة، لكنها فشلت فى ذلك، ليبدأ زيلينسكى فى إطلاق قذافه بحق روسيا وهو يرتدى زيه «الكاكى» العسكرى، وانتقد مجلس الأمن، وعدم قدرته على وقف النزاعات أو الدفاع عن الحقوق السيادية للدول.
كما طالب بإلغاء حق النقض «الفيتو» الذى تتمتع به روسيا فى مجلس الأمن، مطالبا بإصلاح عميق للمنظمة الأممية من أجل أن تكون أكثر فاعلية فى صون الأمن والسلم الدوليين.
انتظر لافروف حتى غادر زيلينسكى قاعة مجلس الأمن بعد الانتهاء من خطابه النارى ليدخل بعد ذلك فور مغادرة زيلينسكى، ولا أعتقد أن ذلك تم مصادفة، وربما يكون قد حدث بتدخل الأمين العام للأمم المتحدة أو غيره حتى لا يحدث صدام أكثر من اللازم بين الجانبين الروسى والأوكرانى داخل قاعة المجلس.
ألقى لافروف كلمة روسيا وأطلق هو الآخر قذائفه على الجانب الأوكرانى، متهما إياه بقمع المواطنين الناطقين بالروسية فى المناطق الشرقية، وانتهاك أوكرانيا ميثاق الأمم المتحدة بدعم من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.
ربما يكون لكلام الرئيس الأوكرانى وجاهته فى فشل مجلس الأمن والمنظمة الأممية فى حماية سيادة الدول، ووقف العدوان، لكن أتمنى أن يتذكر الغرب وأوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية أن هناك حقوقا ضائعة للشعب الفلسطينى منذ 75 عامًا حتى الآن وللأسف كان زيلينسكى نفسه أحد الداعمين للعدوان الإسرائيلى واحتلال إسرائيل غير المشروع الأراضى الفلسطينية، وأعتقد أنه مازال على موقفه حتى الآن.
[email protected]لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة رابط دائم: