لم تكن تستطيع مصر أن تقف شامخة وقوية فى قمة الكوميسا الـ ٢٢ الخميس الماضى وهى تسلمها لزامبيا، بعد عامين حافلين بالعمل فى رئاسة هذه المنظمة القارية، وهى أقدم منظمات التعاون فى إفريقيا، والأكثر تأثيرا - إلا وقد أوفت بالتزاماتها، بل قدمت خلال رئاستها مشروعات إبداعية، وخلّاقة لكل أهل إفريقيا، فى مقدمتها مشروعان لهما ما بعدهما فى إفريقيا، وليس الكوميسا فقط، الأول سد جوليوس نيريرى، الذى شيدته مصر بسواعد أبنائها مع تنزانيا لإنتاج الطاقة، وهو نموذج للمشروعات القارية المفتخرة، وبمثابة رسالة حيوية أن مصر تراعى طموحات كل الشعوب الإفريقية فى التنمية، والنمو، بل التقدم، وتعتبرها مصلحة مصر مباشرة، والمشروع الثانى هو البنية التحتية لمشروعات الربط بين الدول الأعضاء، خاصة من بحيرة فيكتوريا إلى البحر المتوسط، وهو المشروع الذى يجعل دول حوض النيل كلها تلتف حول مصر، وإذا أضفنا إليها السوق المشتركة، وفى مقدمتها منطقة التجارة الحرة الإفريقية، والتعاون، والتحول الصناعى، والصحى بين دول المنطقة- لأدركنا قيمة العمل، والعقل المنظم الذى يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسى، فهو الذى وصل إليهم عبر مشروعات الربط الكهربائى، والطرق، والتطعيم من فيروسىّ كورونا، وسى (نحو مليونى إفريقى وصل إليهم لتغيير المنطقة، والعالم، وجعلْ إفريقيا نموذجا للعمل المشترك لمصلحة شعوبها ودولها). كل هذا جعل الأفارقة يشعرون، ويلمسون، ويقدرون، ويعترفون بذلك على لسان قادتهم خلال رحلة الرئيس الإفريقية التى جاءت فى توقيتها، وزمانها، وترجمتها بعقلية مصر بدأب، وروح عالية عبر بناء المؤسسات الإفريقية، ودفعها إلى الأمام للعمل، وتسخير قدرتها للإعمار، والتنمية، وتقديمها الدعم لدولها فى مسارها نحو ذلك الهدف النبيل، والسامى الذى يحقق مصالح، وطموحات كل إفريقى وإفريقية. إن مصر مصممة على مواصلة عملها بكل تفانٍ وحب مع إفريقيا، فانتقلت من رئاسة الاتحاد الإفريقى إلى رئاسة الكوميسا إلى الترشح لعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقى، والآن رئاسة الوكالة الإنمائية للاتحاد الإفريقى(نيباد) على مدى العامين المقبلين، فتحية لمصر القوية، ودورها الفاعل، فقد استوعبت الكل، وتحملت الجميع حتى جعلت المشكلات، والصعوبات الدقيقة سهلة الحل، وميسورة.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: