مشروعات تضمن لمصر استمرار صدارة الإنتاج وترفع حصة التصدير
-
د. مصطفى عسوس: طريقة المعاملة فى مصانع التجفيف والتصنيع تقلل فترة الصلاحية
-
د. مها صبحى : استخدام النوى والسعف والجريد لتوفير الأعلاف وصناعة الورق والنسيج
◙ د. عز الدين جاد الله:
-
250 ألف طن تمور خلال أربع سنوات حصاد 2.5 مليون نخلة جديدة
-
90% من التصدير لـ «السيوى» لتحمله التخزين
-
مزرعة «توشكى» فى موسوعة جينيس.. وخمسون صنفا جديدا للتصدير والإحلال والتجديد
-
د. شريف الشرباصى: 20 %صناعة تعتمد على مخلفات النخيل.. حرمنا منها بُعد المسافات !
-
د. منى حسن: أولوية الإكثار للأصناف الجافة المميزة.. ولدينا «بنك» لحفظ الأصول الوراثية
للوهلة الأولى قد يبدو الأمر محيرا وربما محزنا، إذ كيف تكون مصر الأولى عالميا فى إنتاج التمور – وفقا للتقديرات المعلنة من الفاو - بإنتاج يفوق 1.7 مليون طن، بينما لا تتجاوز حصتنا التصديرية منه للخارج 60 ألف طن فقط، أى حوالى 3% من الإنتاج! قد تزيد الحيرة إذا علمنا أننا نحظى بهذه المكانة منذ عدة سنوات.. ومع ذلك يستمر الأمر كما هو عليه، ولكن بعد البحث عن أسباب عدم انضباط طرفى المعادلة بين الإنتاج والتصدير هدأت تلك الحيرة ولم يعد هناك ما يدعو للحزن أو القلق، بعدما وجدنا البشائر تنبئ بأن هناك ثمارا كثيرة مرتقبة لهذه الزراعة بجانب الثمرة الأصلية منها وهى البلح، وإذا بنا أمام مشروعات ضخمة لا تستهدف تعظيم الصادرات وحدها، بل رفع القيمة المضافة من أشجار النخيل في مصر، بإقامة صناعات عديدة على منتج واحد. فالحقيقة أننا أصبحنا ننتج أصنافا جديدة من أجود أنواع التمور وقريبا سنستغنى عن استيراد شتلاتها، بجهود علماء وباحثين يعملون من أجل إكثار السلالات النادرة والمتميزة، وآخرين يبذلون وقتهم لمواجهة آفات شرسة وأمراض زراعية خطيرة، ولإرشاد المنتجين (مزارعين ومستثمرين) للحصول على أفضل جودة وأعلى إنتاجية.
بلح «طرى» رطب وبلح «ناشف» جاف .. هذه هى المعلومات التى يعرفها أغلبنا عن البلح، وربما اختلطت علينا الأسماء فالأَمهات قد يكون هو الحيّانى، والزغلول قد يتحول إلى بنت عيشة، فما هى أصناف البلح التى يقبل عليها المستهلك المحلى والمستورد ؟
فى الحقيقة إننا مشهورون بزراعة النخيل من قديم الزمن، ولكن وفقا لما يؤكده الدكتور عز الدين جاد الله العباسى، مدير المعمل المركزى للأبحاث وتطوير نخيل البلح التابع لمركز البحوث الزراعية، فإن شهرتنا مرتبطة بالأصناف الرطبة التى تزرع فى الوجه البحرى مثل الأَمهات والزغلول والسمانى والحيانى وبنت عيشة، والتى يتم استهلاكها محليا بالكامل، لأنها أصناف سريعة التلف وتحتاج إلى مخازن مبردة للحفاظ عليها، لهذا تبلغ نسبة فقد ثمارها نحو 20 %. وتمثل الأصناف الرطبة 50% من إنتاجنا من التمور الذى يبلغ 1.7 مليون طن، ونحتل به صدارة الإنتاج العالمى بنسبة 18%. ويضيف: حين بدأت التوجهات تستهدف زيادة الصادرات بحثنا عن أصناف قابلة للتداول والتسويق وعدم التلف مثل السيوى (الصعيدى) والعامرى والعجلانى، لأنها أصناف نصف جافة، تزرع فى مصر الوسطى (الجيزة، وبنى سويف والفيوم، والمنيا) والواحات، ويقبل عليها الناس طوال العام، بخلاف الأصناف الجافة مثل الأبريمى والسكوتى والبرتمودا والجُنديلة والملكابى والشامية والدجنة والجرجودا، التى تزرع فى مصر العليا وخاصة فى أسوان، ويكون الإقبال عليها كبيرا خلال شهر رمضان فقط، لذلك بدأنا بالتوسع فى زراعة النخيل السيوى فى سيوة والواحات البحرية والداخلة والخارجة والفرافرة والأقصر وقنا وأسوان من أجل التسويق الخارجى والاستهلاك المحلى معا. وبرغم أن لدينا أكثر من 30 صنفا فإن تركيزنا الأساسى على السيوى الذى نصدر منه أكثر من 90% من إجمالى صادراتنا من التمور، لما يمتاز به من الطعم اللذيذ والرائحة الذكية وارتفاع نسبة السكريات، كما أنه سهل التخزين ويتحمل عمليات المعالجة بعد الحصاد، ولذلك نصدره إلى 63 دولة أهمها إندونيسيا وماليزيا والمغرب، ويوضح د. العباسى أن طبيعة كل صنف ونوع التربة وعمليات الخدمة والعناية بها، تؤثر على كمية ماتنتجه النخلة، فمتوسط إنتاج النخلة الواحدة مابين 80 إلى 120 كيلو وقد يصل إلى 200 كيلو، كما تؤثر فى عملية التبشير( بدء ظهور بشائر الثمار) والتى تتراوح بين ٤ و ٥ سنوات من بداية الزراعة، ثم يزيد الإنتاج تدريجيا حتى تدخل النخلة مرحلة الإنتاج الغزير بعد ١٢ عاما من بداية زراعتها.

التلقيح
البرحى والعنبرة
مشروعات توسعية ضخمة تضمن لنا الاحتفاظ بصدارة الإنتاج لأعوام عديدة قادمة، ومن بينها - كما يقول د. عز الدين - مزرعة الشركة الوطنية بتوشكى التى بدأت فى 2018 وحصلت مؤخرا على أكبر مزرعة نخيل على مستوى العالم من موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية، وهى تستهدف زراعة 2.5 مليون نخلة على مساحة 38 ألف فدان، تم الانتهاء من زراعة 1.5 مليون نخلة منها على مساحة 23 ألف فدان، وتضم أكثر من خمسين صنفا من الأصناف ذات القيمة التسويقية والتصديرية العالية مثل البرحى والمجدول والسكرى والعنبرة والصقعى وعجوة المدينة، والتى ستزيد إنتاج التمور بمقدار 150 ألف طن.. وتمتاز هذه الأصناف وخاصة المجدول بمذاقها الحلو وحجمها الكبير، ويوضح د.عز الدين، أن كل نخلة بالمزرعة ستخرج 10فسائل، أى سيكون عندنا ملايين الفسائل من الأصناف الموجودة بالمزرعة، والتى ستفيدنا فى توسعات أخرى أو يمكن تصديرها إلى الخارج أو فى عمل إحلال وتجديد للأصناف الموجودة وليس لها قيمة عالية مثل صنف البذرة.
كما يشير إلى أن التوجيهات الرئاسية جاءت بزراعة 2.5 مليون نخلة أخرى بمحافظة الوادى الجديد ضمن خطة التوسع، وتم الانتهاء من زراعة نحو 900 ألف نخلة منها، ليصل إجمالى ما تم زراعته فى توشكى والوادى الجديد إلى حوالى 2.5 مليون نخلة. وهذا الكم من المتوقع أن يؤدى إلى زيادة فى الإنتاج خلال الأربع سنوات القادمة بمعدل 250 ألف طن ليتجاوز إنتاجنا السنوى مليونى طن.
ومن المتوقع – وفقا للدكتور العباسى - أن يصل عدد النخيل المثمر بعد استكمال هذه المشروعات التوسعية إلى نحو 24 مليون نخلة، وبذلك نظل محتفظين بصدارة إنتاج التمور على مستوى العالم، ولا ننس أن من أهدافنا الأساسية كذلك رفع نسب التصدير التى لا تتناسب حاليا مع مكانتنا.

إنفوجراف : محمود عبدالرشيد
بدلا من الحرق
بعد آخر لأهمية مشروع توشكى يلفت الانتباه إليه الدكتور شريف فتحى الشرباصى مستشار منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) للتمور، والمدير السابق للمعمل المركزى للأبحاث وتطوير النخيل، مؤكدا أن امتلاك جميع الأصناف الفاخرة فى مكان واحد يعد إنجازا عالميا غير مسبوق يتيح التخطيط لأكثر من 20 صناعة كان من الصعب طرحها من قبل، مثل الصناعات القائمة على المخلفات الزراعية، بسبب ارتفاع تكلفة نقل المخلفات أو النواتج الثانوية لزراعة نخيل البلح. كصناعة الأخشاب من مخلفات النخيل التى كانوا يضطرون لحرقها، وبذلك يصبح عندنا تجارة وصناعة قائمة على زراعة النخيل الذى يحقق أعلى عائد للفدان على مستوى مصر مقارنة بالمحاصيل الأخرى كما يستطيع مواجهة التغيرات المناخية لأنه يعمل كمصدات طبيعية للرياح فيحمى نفسه و المحاصيل التحميلية التى تزرع تحته. ولذلك فإن الاستثمارات فيه ستنمو وتتزايد الفترة القادمة.
ويشير د. الشرباصى إلى أن عدم اختيار المكان الملائم مناخيا لزراعة كل صنف يؤثر على الإنتاجية والجودة، وذلك ما دعاه، بالتعاون مع وزارة الصناعة وجائزة خليفة الدولية بنخيل التمر والابتكار فى الزراعة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى تأليف كتاب (الخريطة المناخية لأهم أصناف التمور المزروعة فى مصر) والذى يعد المرجع الأول على مستوى العالم لكل خبير ومستثمر وباحث فى مجال زراعة النخيل وإنتاج وتصنيع التمور فى مصر، مؤكدا أن تباين مناخ مصر من الصعيد حتى الإسكندرية، أعطى لكل صنف مكاناً إنتاجياً يسهم فى الحصول على أعلى جودة، حيث تختلف أصناف البلح والتمور فى احتياجاتها من الوحدات الحرارية والرطوبة النسبية من منطقة لأخرى.
ويوضح أن قلة حصة التصدير ليست عيبا، ويفسرها بارتفاع حجم الطلب المحلى الذى يستهلك كميات كبيرة من التمور وخاصة فى شهر رمضان.
الأصول الوراثية
إكثار فسائل النخل – سواء المصرية أو الأجنبية - يتطلب جهدا بحثيا ومعمليا، كما توضح الدكتورة منى محمد حسن أستاذة التقنية الحيوية ووكيل المعمل المركزى لأبحاث النخيل، الإكثار جنسيا بالبذرة، أو لا جنسيا (خضريا) إما بزراعة الأنسجة وهى تقنية تهدف لإنتاج نباتات تطابق النبات الأم باستخدام عدد قليل من الأمهات، وبكميات كبيرة خالية من الأمراض الفطرية والبكتيرية كما تهدف إلى إكثار الأصناف والسلالات النادرة والمتميزة في الحجم والشكل واللون والطعم، كما أنها وسيلة لحفظ الأصول الوراثية وإكثار النباتات المهندسة وراثيا، حيث أصبحنا نمتلك »بنكاً« لحفظ الأصول الوراثية، يجمع كل السلالات المزروعة فى مصر.
وتوضح أن النوع الثاني من الإكثار الخضرى بـ «الفسائل» يعيبه قلة إنتاج النخلة- 20 إلى 30 فسيلة – وهو عدد لايكفي للتوسع فى الزراعة . ولذلك كان من الضرورى استخدام زراعة الأنسجة النباتية سواء كانت خلايا أو أنسجة أو أعضاء والتى تتم تحت ظروف معقمة للحصول على إنتاج غزير، حيث تعطى الفسيلة الواحدة أكثر من 500 نبات، موضحة أن المعمل يقوم حاليا بإكثار الأصناف الجافة المميزة وبعض الأصناف نصف الجافة المفضلة للتصدير مثل السيوى والعامرى، بالإضافة لإكثار بعض الأصناف العربية ذات المردود الاقتصادى الكبير مثل المجدول والبرحى.
الغسل خطأ
الاستفادة من التمور لها عدة صور يوضحها الدكتور مصطفى عسوس أستاذ ورئيس قسم تصنيع التمور بالمعمل المركزى لأبحاث النخيل ، فيقول: نهتم بتصنيع التمور الطازجة سواء نصف الجافة أو الجافة أو حتى الرطبة والتى تحتاج لمعاملة خاصة حتى تكون صالحة للتصدير أو للاستهلاك المحلى. كما نقوم بالاستفادة من التمور التى لم تستخدم طازجة، فى صناعات متعددة مثل معجون التمر (العجوة) أو عسل البلح (دبس التمر)، والتمور القابلة للفرد (السبريد) والسكر السائل والمسحوق والعصائر وهى تدخل فى منتجات المخبوزات والوجبة المدرسية والمعمول. ويشير إلى أن تصنيع المعجون أو عسل البلح يدخل ضمن بدائل السكر فى المشروبات الغازية.

«التكييس» إحدى عمليات حماية ثمار النخيل فى الحقل
ويلفت إلى أن عملية جمع البلح فى مصر بها بعض الأخطاء، فتؤدى إلى تساقط البلح بكميات كبيرة على الأرض مما يفسد قوامه، ومنها كذلك الجمع فى أقفاص كبيرة والصحيح أن يتم فى أقفاص بلاستيكية صغيرة الحجم حتى تكون كمية البلح قليلة ، ويشير إلى مشكلة أخرى موجودة فى الواحات البحرية وسيوة والداخلة، وهى ارتفاع نسبة الرطوبة فى البلح بعد الجمع بنسبة قد تصل إلى 25%، رغم أن النسبة المصرح بها لتصدير الأصناف نصف الجافة هى20%، ويعالج البعض هذه المشكلة بمشكلة أكبر من خلال إدخال البلح فى مناشر مفتوحة من الحصير يفرش عليها كميات كبيرة من البلح فوق بعضها البعض بطريقة عشوائية فتكون عرضة لنفاذ الرمال إليها ولزيادة نسبة الإصابات الحشرية، وتغيرالصفات الفيزيائية كاللون والقوام.
كما تقع بعض مصانع التجفيف فى خطأ تسخين البلح دون قياس نسبة الرطوبة بداخله مما يؤدى لاحتراقه وتغير لونه، مما يزيد نسبة الفاقد. ولذلك نوجه المنتجين إلى عمل صوبات تجفيف بعد الجمع للتغلب على مشكلة ارتفاع نسبة رطوبة بعض الثمار وخاصة المجدول. ومن أخطاء عملية التصنيع كذلك غسل البلح بالماء لتنظيفه من الأتربة، وهذه الطريقة تؤدى إلى تقليل فترة صلاحية البلح وحموضته وزيادة فرص تعفنه، والأفضل أن تتم معاملته بالهواء المضغوط مع رذاذ بسيط من المياه.
صناعات عديدة
هناك جزء من التصنيع قد يبدو بعيد الصلة عن الثمرة لذلك أطلقوا عليه «تصنيع غير ثمرى»، ويشمل - كما تقول الدكتورة مها صبحى الباحثة بقسم تصنيع المنتجات غير الثمرية بالمعمل المركزى للأبحاث وتطوير نخيل البلح - المنتجات التى تصنع من مخلفات النخيل بعد انتهاء موسم الحصاد وبداية التقليم حيث يخرج السعف والجريد من النخل، ففى الوقت الذى يمثل فيه «النوى» مشكلة لمصانع الدبس والعجوة، نجحنا فى تحويله لمنتج ذى جدوى اقتصادية عالية فاستخدمناه فى صناعة الكربون النشط، الذى يدخل فى زراعة الأنسجة وفى صناعة الفلاتر وفى أقراص الفحم الموجودة بالصيدليات. وهناك أبحاث أخرى تجرى لعمل العلائق وأعلاف الحيوانات من نوى البلح بعد خلطه بمواد أخرى.
توضح أنه يتم التخلص من هذه المخلفات بطرق آمنة بيئيا، لمواكبة التحول الأخضر الذى تنص عليه جميع الاتفاقيات فنقوم بتوفير ماكينات فى المزارع لفرم وكبس الجريد والسعف. ومن الأبحاث التى أجرتها دكتورة مها للاستفادة من هذه المخلفات فصل ألياف السليلوز منها، موضحة أن الطن الواحد من السعف والجريد يخرج منه 50% من السليلوز أى حوالى 500 كيلوجرام. والذي يمكن استخدامه في صناعات عديدة على رأسها صناعة الورق، وفى مجال الطب، كما يدخل فى صناعة هياكل السيارات ، بالإضافة لاستخدامه فى الغزل والنسيج لعمل الخيوط والأحبال.
من هنا يبدأ التسويق الناجح
-
د. خالد عبدالحميد: الاهتمام بمكافحة الآفات.. وأخطرها «السوسة الحمراء»
-
د. عبدالرحمن متولى: توعية المزارعين بأصول التعامل مع الثمار لرفع الجودة
الحديث عن تسويق ناجح للتمور على جميع المستويات – محليا وإقليميا وعالميا – يستلزم الانتباه جيدا لقواعد الحفاظ على الثمار فى الحقل أولا ثم فى المخزن ثم أثناء التداول..الدكتور خالد عبدالحميد رئيس قسم آفات وأمراض النخيل بالمعمل المركزى للأبحاث وتطوير نخيل البلح، يقول: إن آفات النخيل تنقسم إلى آفات تصيب الثمار سواء فى الحقل أثناء مرحلة الزراعة أو فى المخزن، وآفات أخرى تصيب السعف والعراجين والعذوق وثالثة تصيب الجذوع والجذور، ودورنا هو التصدى لهذه الآفات - وقائيا وعلاجيا - وتعتبر سوسة النخيل الحمراء التى تفضل النخل الصغير والفسائل،من أخطر الآفات المدمرة التى تهدد ثروة النخيل فى مصر بل الوطن العربى. وتتراوح نسب الإصابة بها بين 25 و50% ، وتتم طريقة العلاج حسب درجة الإصابة، إما بالتبخير أوالحقن الهيدروليكى بمواد كيماوية أو مواد طبيعية، كما يفيد الفحص الدورى والرش الوقائى المستمر فى تقليل ظهور هذه الآفة وغيرها.

ثمار مصابة بآفة «حلم الغبار»
مع الأخذ فى الاحتياط التوقف عن الرش الوقائى قبل جمع المحصول بشهر على الأقل لتجنب الأثر المتبقى على الثمار، ويحذر د. خالد من الممارسات الزراعية الخاطئة التى تزيد فرص الإصابة بهذه الآفة، ومنها عدم استخدام المطلاع (الحبل الذى يلفه الفنى حول وسطه للصعود)، والجلوس على قواعد الأوراق أثناء التقليم أو التشويك أو التلقيح، فيحدث بها تفسخ يسمح بتسلل هذه الحشرة الشرسة التى تصيب جميع أصناف نخيل البلح سواء الرطب أو الجاف أو نصف الجاف وحتى نخيل الزينة. ومن نقاط قوتها أنها تكون كامنة داخل النخلة لا تراها الأعين، كما أنها تعمل طوال العام، وتنشط مع الحرارة العالية، وهناك مجموعة أخرى من الآفات التى تصيب الثمار فقط مثل الحُميرة ودودة البلح الصغرى والكبرى ودودة الرمان والبق الدقيقى، وحلم الغبار، وهى حشرات تصيب الثمار بالحقل وتسبب ضررا اقتصاديا على كمية المحصول والإنتاج..

د. عبد الرحمن متولى أثناء فصل وإخراج الفسائل للزراعة
الدكتور عبدالرحمن متولى محمد رئيس قسم الوقاية والأمراض بالمعمل المركزى لأبحاث النخيل وعضو منظمة الفاو فى أمراض النخيل والتمور، يوضح أن أغلب الأمراض تحدث إما نتيجة إصابات حشرية مرضية أو نتيجة لعمليات زراعية خاطئة مثل ترك الأشواك أو زيادة الري الذي يسبب تفلق وتشقق الثمار، أو نتيجة عمليات ميكانيكية خاطئة تسبب فتح الثمار وتحدث إصابات فطرية مباشرة، السبب فى هذه المشكلات جميعها عدم وعى المزارعين بإجراءات المكافحة البسيطة التى تؤدى إلى تعظيم قيمة المنتج علاوة على تقليل كميات الخسائر، وظنهم أن أى إصابة هى نتيجة لآفات، ولكن الحقيقة أن التجريح والتشويك والعمليات الزراعية الخاطئة والتلقيح بمسببات مرضية وعدم الاستماع للبرامج والنصائح الإرشادية هو السبب الحقيقى للخسائر الفادحة.
رابط دائم: