فى حياة كل منا أيام لا ينساها! قد تحمل ذكرى أحداث سعيدة، يحب أن يستعيدها، ويحتفى بها، وقد تحمل أيضا ذكرى أحداث حزينة، تفرض نفسها عليه، فلا يستطيع فكاكا منها! وهذا اليوم ...، هذا التاريخ (الخامس من يونيو) هو نموذج لأحداث ذلك النوع الثانى! إنه اليوم الذى شهد أكبر هزيمة عسكرية لبلدنا الحبيب، مصر، فى تاريخها الحديث والمعاصر، فى 1967. حقا، لقد علمتنى دراستى للسياسة وللتاريخ السياسى، أن كل أمم وجيوش الدنيا عرفت هزائم لا تنساها! لقد فقد الفرنسيون مثلا 27 ألف جندى فى يوم واحد فى الحرب العالمية الأولى (22 أغسطس 1914)! وقدر عدد القتلى الامريكيين فى الحرب الفيتنامية بما يزيد على 50 ألف جندى وما يزيد على 150 ألف مصاب. وفقدت روسيا فى الحرب العالمية الثانية ما يقرب من 27 مليون قتيل (تأمل الرقم ...27 مليونا، منهم نحو 8٫7 مليون عسكرى، والباقى من المدنيين!). غير أن تلك المعارف لم تبرر عندى إطلاقا الهزيمة التى وقعت لنا فى 1967. فقد تعايشنا قبلها مع شعار أن الجيش المصرى هو أكبر قوة ضاربة فى الشرق الأوسط! وكنت – مثل الغالبية الساحقة من أبناء جيلى- منبهرا بجمال عبدالناصر، وبشخصيته الكارزمية الساحرة, وحبه الصادق لأبناء شعبه، الفقراء منهم قبل الأغنياء! وكان إعلان جمال عبدالناصر فى 23 مايو 1967 إغلاق خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية بمثابة إعلان الحرب عليها. غير اننا لم نكن نعلم الحالة التى وصلت لها قواتنا المسلحة! وفى صباح الإثنين فى مثل هذا اليوم من ستة وخمسين عاما، شنت إسرائيل عدوانها على مصر، لتصل إلى شاطئ القناة فى ستة ايام، وكان خبرا لايزال أثره الصاعق مطبوعا فى ذاكرتى. غير أننا – والحمد لله- استطعنا بعد ست سنوات أن نحررها فى ست ساعات!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: