رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
قصةُ فريدة

تجربة تستعصى على التكرار. أبطالُها الثلاثة. العوائقُ التى واجهتهم. الإبداعُ الموسيقى والغنائى الجميلُ النابعُ من البيئة والمرتبطُ بالأرض التى نبت فيها وأثمر. طريقةُ التعامل مع الفلكلور، والبناء عليه والتجديد فيه بما لا يناقضُ روحه. كان عاصى الرحبانى، الذى مرت قبل أيام، المئويةُ الأولى لولادته، مايسترو تلك القصة الحية حتى اليوم بعد نحو 37 عامًا من رحيله، و14 سنة من وفاة شقيقه وشريكه منصور، وتوقف الفنانة النادرة فيروز عن الغناء.

فريدةُ هذه القصةُ أيضًا فى الرهان على الأغنية القصيرة فى مرحلةٍ كان الولع فيها شديدًا بالأغانى الطويلة. أغنياتُ قصيرةُ تُمتعُ الواحدةُ منها, وتطربُ أكثر من دستة أغانى طويلة. كان أكثرُ الحاضرين فى المسرح يحفظونها خلال وجودهم فيه.

ومن ملامح فرادتها أيضًا الصمودُ المدهشُ أمام هجومٍ ضار استمر لسنواتٍ إلى أن أدرك المهاجمون ما سمتها عصفورةُ الشرق «مملكة الجمال» التى كانت فى طور التكوين. استعان عاصى وشقيقُه فى هذا الصمود بقدرة ٍغير عادية على مواجهة الشدائد منذ نشأتهما فى بلدة أنطلياس الرائعة وحتى بدأ النجاحُ يفتحُ ذراعيه لهما.

كان لقاءُ عاصى الأول مع فيروز 1950 بداية هذا النجاح، ومستهلُ قصةٍ امتزج فيها الإبداعُ والحب. لم يصمد الحبُ طويلاً أمام طموح عاصى الإبداعى الذى صبغ شخصيته بقسوةٍ بالغةٍ على العاملين معه، ومن بينهم بطلةُ القصة والحبيبة الزوجة.

«كان ديكتاتورًا قاسيًا علينا جميعًا، وليس من السهل إرضاؤه». هكذا وصفت صعوبة العمل معه. ولأن العمل بهذه الطريقة كان يستغرق معظم وقتهما، خبا الحب. ولكنه لم يمت عندما حدث الانفصالُ 1978. «حبيت صور عاصى ومطارحو .. هى عالمى». هكذا عبرت عن مشاعرها التى بقيت حية، بل ازدادت عقب انفصالهما، وصارت أقوى بعد رحيله. وكان التعبيرُ الأكثر دلالة عن هذا الحب عفويًا. لم تستطع أن تغالب دموعها التى انهمرت عندما غنت للمرة الأولى عقب رحيله: (سألونى الناس عنك يا حبيبى .. كتبوا المكاتيب وأخدها الهوى .. بيعز علىَّ غنى ياحبيبى .. ولأول مرة ما منكون سوا».

سلامُ لروح عاصى ومنصور الرحبانى .. وكلُ الاحترام والحب لجارة القمر.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: