مع أن السائق جاوز الخمسين بعامين، إلا أنه كان متصابيا لا يعترف بوقار العقد السادس من العمر، ولم يكن يهتم بسوء سمعته ولا نفور النساء، لاسيما الفضليات، من نظراته التى تفضح مكنون شهواته الحيوانية وهو يطارد النساء كلما سنحت له فرصة لمغازلة إحداهن وغره أن الساقطات كن أحيانا يستجبن لمطارداته، لكنه لم يقنع بأى منهن وامتدت عيناه إلى واحدة من جاراته، تلك التى هام بها عشقا وراح يطاردها لكن «هـ. ص ــ 35 سنة» توقفه عند حده، فهى معروفة بحسن السمعة ومشهورة بسماحة وجهها وصفاتها الطيبة التى جعلتها محبوبة فى وسط المنطقة التى تعيش فيها بحى إمبابة، خاصة أنها كانت تقوم بتحفيظ القرآن للأطفال فى المسجد القريب من مسكنها.
كان أكثر ما أطمع السائق فيها أنها كانت تعيش بمفردها بعد وفاة والديها، وجن جنونه عندما علم بزواجها منذ 3 شهور أى أنها مازالت فى حكم العروس، لكن حتى بعد زواجها كانت تمضى كثيرا من الوقت وحيدة فى بيتها لارتباط زوجها بزوجة أخري، وهو ما أطمع السائق فيها أكثر من قبل.
ولم ييأس منها رغم صدها إياه وإنذاره بأنها ستفضح أمره بين الناس، لكن ذلك لم يزده إلا غيا وإصرارا على مطاردتها، بل وراح يتحين الفرص لينفرد بها. وذات ليلة علم بأن زوجها لم يكن بالمنزل، فعزم الأمر على زيارتها، فعمد إلى شقتها وطرق الباب وما إن فتحته حتى دفعها أمامه بمجرد أن فتحت له.
غير أن مفاجأته الشيطانية، لم توهن عزيمتها حتى عندما زج بها إلى داخل الشقة عازما على اغتصابها عنوة، بل زادت فى مقاومتها بكل ما أوتيت من قوة، وكان كلما قاومته، يزداد اشتعال رغباته الشيطانية أكثر، غير أنها لم تستسلم ولم توهن عزيمتها حيال هجومه المباغت، حتى خشى أن تلفت استغاثتها الجيران الذين قد يفتكون به، فأمسك بعصا خشبية وانهال بها على رأسها كالمجنون ولم يتركها إلا وقد فاضت روحها وسارع بمغادرة المكان بعد أن أغلق الباب خلفه.
ورقدت «هـ» جثة هامدة على أرض شقتها، فلم يشعر أحد بالجريمة، غير أن زوجها الغائب تملكه القلق بسبب عدم ردها على مكالماته، فأسرع بالحضور ليستطلع الأمر بنفسه،وبمجرد دخوله الشقة أفزعه مشهد جثتها وهى بكامل ملابسها وسط بركة من دمائها.
وسارع الزوج بإبلاغ الشرطة، حيث توجه ضباط مباحث إمبابة باشراف العقيد محمد ربيع مفتش المباحث ليبدأ التحقيق، حيث ثبت من معاينة مسرح الجريمة، أنه لم تحدث سرقة بينما بدت آثار مقاومة شديدة مما أشار إلى إمكانية أن المجنى عليها كانت قد تعرضت لمحاولة اغتصاب.
وشكلت أجهزة مديرية أمن الجيزة، فريق بحث أمر به اللواء هشام ابو النصر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة وقاده اللواء أحمد خلف نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بإشراف اللواء محمد الشرقاوى مدير الإدارة العامة للمباحث، وسرعان ما توصلت التحريات إلى القاتل الذى شاعت عنه قصة مطاردته للقتيلة لغرامه بها مع صدها إياه مرارا، حيث كانت تشكو مرارا من مضايقاته، كما أنه كان يعلن ضيقه من إعراضها عنه قبل وبعد زواجها، وبمجرد استدعائه وسؤاله بإشراف العميد هانى شعراوى رئيس مباحث شمال الجيزة وعن سابقة مطاردته للمجنى عليها، انهار معترفا بأنه بالفعل ذهب إلى إليها فى شقتها المجاورة له وما إن فتحت له حتى أراد الدخول، فاعتذرت له بأنها بمفردها، لكنه لم يسمع لها واقتحم المسكن فطلبت منه المغادرة فورا وأن يتركها فى حالها، فما كان منه إلا أن أمسك بها عنوة مدفوعا برغبة شيطانية مزدوجة ما بين هيامه بها والانتقام منها لكثرة صدها له ولأن الجيران يعرفون عشقه لها ونفورها منه، كما أن زواجها من رجل متزوج زاد من حنقه عليها، لكنه لم يتمكن منها بسبب مقاومتها الشديدة مما أشعل نيران الغيظ فى داخله وقرر قتلها انتقاما بأن انهال على رأسها بعصا حتى فارقت الحياة.
وقد أحيل المتهم إلى النيابة التى قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق ووجهت إليه تهم القتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فى اغتصاب أنثى واقتحام مسكن بقصد ارتكاب جريمة.
رابط دائم: