رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
السودان فى خطر

الأزمة فى السودان تتراجع فى قائمة الأولويات العربية وربما تسبقها أولويات أخرى، لقد امتدت المواجهة العسكرية بين الأشقاء ولم تنجح كل جهود المصالحة رغم أن أطرافا دولية وعربية كثيرة حاولت وقف نزيف الدم والهجرة.. والغريب فى الأمر أن جميع القوى السياسية فى السودان تخلت عن مسئوليتها وانسحبت فى الظل بعيدا عن الأحداث.. إن فى السودان قوى شعبية كانت صاحبة دور ومسئولية ولا أحد يدرى أين هى الآن، وهل من الحكمة أن يجلس الجميع فى مقاعد المتفرجين والسودان يحترق.. إن الدول العربية اكتفت ببيان القمة فى جدة وبعد ذلك قدمت المعونات واستقبلت المهاجرين، ولكن جميع محاولات وقف إطلاق النار لم تصل إلى شيء ولم يكن غريبا أن يخرج عمر البشير وأنصاره يشاركون فى المشهد بل إنهم أصبحوا شركاء فى المعارك.. إن سقوط السودان بين أيدى القوى الأجنبية سوف يكون كارثة جديدة تلحق بدولة عربية من أهم الدول موارد ومساحة وموقعاً.. إن السؤال الآن هل يترك العرب السودان، وهل يمكن أن يتحمل الشعب السودانى هذه الحرب فى ظل ظروف اقتصادية صعبة، وهل تتحمل دول الجوار ملايين البشر الهاربين من الحرب، وماذا لو دخلت القوات الأجنبية السودان وأصبحت جزءاً من الصراع؟.. إن حالة الصمت التى تحيط بما يجرى فى السودان أصبحت شيئا يدعو للخوف، خاصة أن جميع الحقائق غائبة ولا أحد يدرى ما يحدث هناك حتى الآن.. الحقيقة غائبة ولا أحد يملك حقيقة المستقبل الغامض لكل ما يجرى، غير أن الشعب يهرب والرصاص لا يهدأ والدنيا ظلام فى ظلام.. لم يكن كافيا أن تصدر القمة العربية بيانا فى جدة أو أن تصل الأطراف إلى هدنة لم تتحقق، أو أن يقف العالم العربى متفرجا على كارثة جديدة تلحق بفلسطين.. السودان فى خطر والأيام القادمة تحمل المزيد من الدمار والمعارك والانقسامات.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: