هوامش حرة
عودة ترامب للأضواء

عاد الرئيس الأمريكي السابق رونالد ترامب يتصدر مشهد الأحداث مرة أخري ليس كرئيس للدولة ولكن كمواطن أمريكي متهم في أكثر من جريمة .. في مقدمتها اقتحام أنصاره لمبني الكونجرس بتحريض منه وهناك قرار باعتقال ترامب ومحاكمته ولم يتردد في أن يطالب أنصاره بالخروج إلي الشوارع وهناك مخاوف كثيرة من انقسام الشارع الأمريكي بين أنصار ترامب وبايدن بكل ما يحمله ذلك من مخاطر علي الشعب الأمريكي.

إن ترامب عاد متهما في المحاكم بعد أن كان سيد البيت الأبيض بل ان الناس تتباكي علي أيامه أمام الهزائم التي تتعرض لها أمريكا أمام فشل بايدن أمام روسيا في أوكرانيا وأمام إيران ودول الخليج ومصالح أمريكا في العالم العربي وظهور الصين كقوة ضاربة في السياسة الدولية وحليف بجانب روسيا في صراعها مع الغرب .. كل هذه الهزائم تطرح مرة أخرى اسم ترامب رئيسا لأمريكا في الانتخابات المقبلة وربما كان ذلك سببا في تشويه صورته وإلحاق التهم به وقد يصل الأمر إلي اعتقاله ومحاكمته .. إن الشيء المؤكد أن أمريكا تواجه عاصفة شديدة قد تصل إلي انقسامات حادة تهدد استقرارها وسلامة شعبها.

إن ترامب يصر علي أن يعود للبيت الأبيض لأنه يعتقد انه تعرض لعملية قرصنة في الانتخابات السابقة، بينما يري بايدن أن من حقه أن يكمل فترة ثانية في حكم أمريكا وهذا الصراع قد يحمل مخاطر كثيرة لا احد يعرف مداها .. ولكن المؤكد أن أمريكا تعيش محنة قاسية في دوائر الحكم والشعب سوف يدفع الثمن.

إن ما يحدث في أمريكا لن تقتصر آثاره علي الشعب الأمريكي ولكنها سوف تمتد إلي أوروبا وما تعانيه من أزمات اقتصادية مع أهمية خاصة لما يجري في الحرب الروسية الأوكرانية وما يواجه موقف أمريكا في دول الخليج من التهديد الروسي الصيني الإيراني، وقبل هذا كله فإن العواصف التي تتعرض لها بنوك أمريكا سوف تصيب مناطق أخرى.