كلمات حرة
آلام المشجعين!

بصراحة شديدة ..أنا لا أستريح، ولا أفهم على الإطلاق العبارة التى تعودنا عليها مؤخرا قبل كل مباراة عن ...«موافقة الجهات الأمنية على حضور كذا مشجع ..فى مباراة كذا...»! هذه أولا رسالة للداخل والأخطر للخارج أيضا أن بلدنا، مصر، غير آمن ...؟! وأن هذا البلد، الذى يزيد عدد سكانه عن المائة مليون نسمة، واللعبة الشعبية الأولى فيه، هى كرة القدم ..يخاف أو يخشى عواقب حضور كذا ألف مشجع، مباراة لكرة القدم! بل والأدهى والكارثى أن ذلك يتم ليس بشأن مباراة بين فريقين محليين لهما تاريخ فى شغب الملاعب، وهو أمر قد يبرر التحوط والتخوف، وإنما يتم فى مباراة دولية، مطلوب فيها بالقطع تشجيع الجماهير لفريقها الوطني! ما هذا، ولماذا...؟ إن شغب الملاعب ظاهرة موجودة فى العالم كله ...ولكن مواجهة تلك الظاهرة، لا تتم أبدا بالتضييق على أعداد الجماهير، وإنما بحسن إدارة وتنظيم ورقابة الحضور الجماهيرى. غير أن الأهم والأدهى من كل ذلك هو الخسارة الاقتصادية الفادحة التى تترتب على تلك التصرفات! وهو ما يمكن أن نعرفه من اقتصاديات كرة القدم فى العالم! هل تعلمون أيها السادة أن الدورى الانجليزى يحقق 5٫3 مليار دولار أمريكى؟ والإسبانى 4٫5 مليار، والألمانى 4٫3 مليار والإيطالى 2٫3 مليار...وتحقيق هذه المليارات لم يتحقق طبعا بتحديد اعداد المشجعين، وإنما زيادتها. وهناك إحصاءات دقيقة عن أعداد مشجعى الأندية المختلفة فى العالم، وتقييمهم وفق سلوكياتهم، ومنها نعرف مثلا أن أبرز مشجعى كرة القدم فى العالم يتصدرهم مشجعو دورتموند الألمانى ومانشستر يونايتد الإنجليزي، وبرشلونة وريال مدريد الاسبانيين، وبايرن ميونخ الألمانى.

إننى أدعو بقوة إلى مراجعة سياسة تحديد أعداد المشجعين، التى تسيء لسمعة بلدنا سياسيا، وتضره اقتصاديا، وتضيق على شعبنا مجالا يحبه ويسعده!