غَشيت، ووصلت الرحمة والسكينة قلوب المصريين فى فجر اليوم الأول من شهر رمضان المبارك ١٤٤٤ هجرية، وهم يرون بأعينهم أن أبناءهم المعاصرين يحفرون القرآن الكريم بحروفه، وجماله، وبركته، بالقطع، تسبق كل ذلك.
فى «دار القرآن» بقلب «الحى الحكومى» فى «العاصمة الإدارية الجديدة» هناك إضافة خير وبركة لمصر، وجمال لا تخطئه العيون، ومن حولها «مسجد مصر» الرائع الذى أصبح كذلك «مركزا ثقافيا إسلاميا» يعبر عنا، وعن روحنا، وعصرنا.
إن مواصلة البناء والتعمير، رغم كل الظروف الداخلية والخارجية، إشارة إلى قوة الوطن، ومكانته، وقدرتنا على ربط ماضينا، أو حضارتنا، بمستقبلنا، وتلك إرادة قوة تعكس ما نستطيع أن نحققه، حيث إن مدينة القاهرة (حاضرة الإسلام، وصاحبة الألف مئذنة) لم تتخل عن ثقافتها، وروحها، وعراقتها وهى تبنى عاصمة جديدة، بل جددت نفسها، ولهذا أرسل، من كل قلبى، تهنئة بهذا الحدث المُدوى إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وصانعه، وكل العاملين عليه: لقد لمستم وترا حساسا فى جينات المصريين، وهو النقش على الحجر لتعيش حضارتنا ملايين السنين، وها نحن نستشرف ذلك من قدمائنا وقد بنوا حضارة معجزة للعالم.
أعتقد أن تحويل المساجد (منارات العبادة) إلى مراكز ثقافية تحول ثقافى خطير فى رؤيتنا، لأننا سوف نرى فى بلدنا (مصر) جوامعنا وقد أصبحت متطورة.. تلبى احتياجات الأطفال، والشباب، والشيوخ الثقافية.. وقد أصبحت تستلهم هذه الروح الجديدة القادمة من «العاصمة الإدارية».
إننى مازلت أتذكر فى قريتى (البجلات) «الجامع الكبير» وقد كان مركزا ثقافيا لتعليم القرآن الكريم (كُتاب)، وبه مكتبة، ويلتقى فيه أهل القرية فى أفراحهم، وأحزانهم، ومن هنا، فإن تحويل المساجد إلى مراكز ثقافية، وتعليمية سيكون له تأثير كبير على الطلاب، والنشء، وراغبى العلم، ومن الممكن الاستفادة منها فى تعليم الكبار، أو المتسربين من التعليم.
لقد كان احتفال «مسجد مصر»، و«دار القرآن» و«المركز الثقافى» مهيبا.. يسكن فى الضمائر، وتظهر فيه روح التجلى والإلهام التى تحدث فى أنحاء مصر كافة، كما أن «دار القرآن» تضيف إلى مكانة مصر، وقدرتها، وروحها الكثير، فمع بركتها نتعلم، ونتحول إلى ما نستحقه فى المستقبل.. ورمضان كريم.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: