رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
عواصف

هناك أنواع كثيرة من العواصف وهى تختلف فى درجاتها ومواسمها وهى لا تقتصر على عواصف الشتاء، لأن هناك عواصف أخرى هى عواصف الحياة .. وتختلف عواصف الحياة عن عواصف الشتاء، إنها تجيء فى أى وقت ولا ترتبط بزمن معين وهى متعددة الأشكال والألوان.. هناك العواصف المادية أن تحتاج إلى المال ولا تجده ولا تجد أيضا من يمد لك يد المساعدة فى ساعة ضيق .. وهناك عواصف النجاح والفشل وهى تختلف حسب ظروف كل إنسان أن تجد نفسك تحلق فى السماء أو تهبط إلى الأرض، وربما لا تعرف أسباب ذلك .. وهناك عواصف الهداية والضلال أن تكون إنسانا متوازنا فى عقلك ودينك وحكمتك، ثم تتعثر الخطى، وتجد شيئا غريبا مريبا يهبط على رأسك وتفقد البصر والبصيرة فى وقت واحد، وتشعر أن أشباح الضلال سكنتك وانسحبت ملائكة الهدى .. وأصعب أنواع العواصف أن يتخلى الناس عنك وتجد نفسك وحيدا تحارب طواحين الهواء، وأنت لا تعرف الأسباب ولماذا أصبحت وحيدا فى الميدان، والعواصف أحيانا ترتبط بالأقدار والحظوظ ودرجة الاعتماد على الناس لأن الإنسان مخير فى الحياة، ولكن ينبغى ألا نتجاهل لعبة القدر، لأنه كثيرا ما يتدخل ويلغى كل الحسابات .. قد يأتيك المال فى ضربة حظ وقد تخسره أيضا فى ضربة من نوع آخر وقد تجد أمامك فرصة لا تحسن التعامل معها وتضيع منك .. الخلاصة أن العمر مجموعة من العواصف قد ينجو الإنسان منها، وقد يكون احد ضحاياها، وكثيرا ما واجهت العواصف فى حياتى وتعلمت منها دروسا كثيرة ومازلت أتعلم .. وإذا كان من الصعب أن تعمل حسابات للعواصف متى تأتى فلابد ألا تأمن للزمن ولا تمنحه الثقة الكاملة، لأنه قد يفاجئك فى أى لحظه، وتجد نفسك أمام عاصفة قد لا تقدر عليها أو أن تكون غنيا وتفلس أو أن تكون ناجحا ويضيع منك الطريق، أو أن تكون إنسانا متوازنا مؤمنا وتصيبك وعكة عقلية فتفقد الرؤى والبصيرة، ولكن إذا جنحت السفينة يجب أن تتجنب العواصف حتى لا تغرق..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: