لماذا تفشل، أو تتهدد بالفشل، فى مصر بعض المشروعات الواعِدة المُخَطَّط لها أن تنقل وجه حياة المصريين إلى الأفضل، بحل بعض المشاكل وبإيجاد السبل العملية التى تُجَمِّل المدن والقرى؟ مثلما حدث فى الأشهر القليلة الماضية فى مشروع (كايرو بايك)، الذى انعقدت عليه آمال كثيرة، ببدء اعتماد الدراجات الهوائية كوسيلة انتقال توفر لجمهور عريض الوقت والمعاناة، وتساعدهم على ممارسة رياضة تعود على صحتهم بفوائد جمة، كما أنها تساعد على تنقية الهواء من عوادم وقود الوسائل الأخرى، وقبل كل هذا تُخَفِّض تكلفة الانتقال بما لم يكن متوقعاً، حيث تُؤجَّر الدراجة بجنيه واحد فى الساعة، و8 جنيهات فى اليوم، وقد خصصت محافظة القاهرة، فى المرحلة الأولى، مسارات خاصة بالدراجات فى المناطق التى يبدأ فيها المشروع، ومنعت أى وسيلة أخرى من تخطى الحاجز لتحمى الدراجات من المزاحمة، وتسمح لها بالانطلاق. ثم بدأت المرحلة الأولى فى أكتوبر الماضى، وأعلن المسئولون عن المشروع، محافظة القاهرة وشركاء التنمية وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، أن الهدف الكبير تعزيز الاعتماد على وسائل النقل الصحية الصديقة للبيئة، ومواجهة الزحام فى منطقة وسط البلد، كمرحلة أولى، ونشر ثقافة ركوب الدراجات وإعادة الرونق الحضارى والجمالى لقلب القاهرة. مع الحرص على المتابعة لتطوير الأداء.
ولكن، ها هو هانى أبو القمصان، مدير المشروع، يعترف، بعد أن بدأت الشكاوى تنتشر على السوشيال ميديا، بأن العاملين فى توصيل الطلبات للمنازل وجدوا فى المشروع الجديد أفضل وسيلة لتوفير تكلفتهم، فتسابق كل منهم لتأجير درّاجة ليوم كامل، واستهلكها أسوأ استهلاك فى قطع مسافات طويلة فى غرض لم تُخصَّص له، وصار على المشروع زيادة مصاريف الصيانة الباهظة بعد هذا الاستهلاك المفرط. وأضاف أن متابعة الدرّاجات، على نظام جى بى إس، كشفت أن هذا السلوك يهدد بنسف المشروع من جذوره، لأنه خُطِّط له بأن يكون للمنفعة العامة للجمهور من كل فئات المجتمع، بأن يؤجر الدراجة الواحدة ما يزيد على عشرة أشخاص فى اليوم، بمعدل ساعتين لكل فرد، وليس لشخص واحد يحقق لنفسه منها أرباحاً شخصية!
هذا هو المأزق العملى الذى ينبغى إيجاد مخرج له لإنقاذ المشروع، وللدفع به لاستكمال مراحله.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: