منذ زمن بعيد والعالم يتحدث عن تغييرات شديدة سوف تغير معالم الأرض مناخيا وجغرافيا وجيولوجيا وأن الأرض سوف تتعرض لكوارث كثيرة تهدد مليارات البشر الذين يعيشون عليها .. وبالأمس شهد العالم أولى بوادر هذه المتغيرات فى زلزال رهيب اجتاح اربع دول مرة واحدة هى تركيا وسوريا والعراق ولبنان وكانت قوته 8/7 ريختر وهى من اعلى واخطر درجات قياس الزلازل وبينها وبين الزلزال الأعظم درجات قليلة جدا.. اجتاح الزلزال مناطق ومدنا كاملة فى تركيا واخذ معه معظم مدن شمال سوريا حلب واللاذقية وحماة وقد اخذ معه مناطق فى العراق ولبنان وإن كانت الأضرار الكبرى فى تركيا وسوريا خاصة المناطق التى يوجد بها المهجرون من سوريا بجانب المدن السورية القريبة من مصدر الزلزال فى تركيا.. إن الخسائر الآن ترتفع كل دقيقة وإن تجاوزت الآلاف من القتلى والمصابين.. كما أن عدد المبانى التى تهدمت فاق كل الاحتمالات وهناك توقعات بأن الأرقام تمهد لزيادات اكبر.. إن الكارثة اكبر من كل القدرات وإن كانت دولة مثل تركيا قادرة على تحمل آثار الزلزال بقدراتها الذاتية.. إلا أن ضحايا الزلزال من المهجرين السوريين سوف تكون معاناتهم اكبر وهذا يتطلب مساعدات عربية سريعة خاصة للأعداد الكبيرة الذين يعانون البرد فى فصل الشتاء.. لقد اهتزت أركان العالم أمام كارثة زلزال تركيا وبدأ الحديث عن الكوارث التى يعانى منها سكان الأرض ما بين كورونا والسيول وغرق المدن وهجمات التسونامى وتلوث البيئة هواء وماء وسلوك.. إن الشيء المؤكد أن الأرض تواجه تحديات كثيرة وتهدد حياة البشر وقد يتطلب ذلك جهدا اكبر فى البحث عن أسباب ذلك كله.. إن الزلازل من الظواهر الطبيعية التى عجز الإنسان عن أن يعرف أسبابها ومتى تثور ومتى تهدأ وقد يكون زلزال تركيا الذى لم يشهد العالم مثيلا له من مائة عام سببا يحفز العلماء للبحث عن أسباب هذه الكوارث التى تهدد مستقبل الإنسان على الأرض.. إن الزلازل التى تجتاح مناطق كثيرة فى العالم من اليابان إلى اندونيسيا إلى إيران وتركيا وسوريا وإيطاليا وأمريكا تحتاج إلى جهود العلماء والباحثين لعلهم يصلون إلى الحقيقة التى تخفف عنهم أعباء كوارث لا ترحم.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: