لا أظن أننى بحاجة إلى تنبيه أو تذكير أحد بأن عروبة مصر مثلما إسلام غالبية شعبها ليست فقط حقيقة تاريخية وإنما هى أيضا مسألة مصير، ومن ثم فإن عروبة مصر وعمق ارتباط غالبية شعبها بالإسلام لا ينبغى أن تكون موضع مناقشة.
والذى يجمع بين شعوب الأمة العربية – وضمنها شعب مصر – أنها شعوب أمة واحدة لها تاريخ واحد ولغة واحدة منحتها وحدة تلقائية فى الفكر وفى الرؤى على طول وعرض امتدادها الجغرافى المتصل.
فى مصر شعب لا يختلف عن بقية الشعوب العربية فى الإيمان العميق بحق الإنسان فى الحرية والكرامة والاستقلال كقيم معنوية يستهين فى سبيلها ودفاعا عنها كل غال ورخيص.
إن شعب مصر مثل غيره من الشعوب العربية لديه القدرة على أن ينسج علاقاته مع ربه دون وسطاء ودون أوصياء ويشهد له سجله بأنه كان دائما خصما عنيدا لكل من يحاولون استغلال الدين ضد طبيعته لأن ذلك شىء أبعد ما يكون عن جوهر الدين.
فى مصر شعب يؤمن بحرية الاعتقاد ويحترم كافة العقائد والأديان السماوية تحت راية المواطنة التى تضمن حق الإنسان فى حياة كريمة يملكها ولا تملكه.
ومثل أى شعب متطور ومستنير يملك المصريون روحا متجددة نحو مواصلة السعى لتغيير الأوضاع الاجتماعية نحو الأفضل دون تخندق خلف أى نوع من الشعارات المحفوظة التى تجاوزها العصر والتى تسعى القوى الظلامية المعادية للتطور للترويج لها كأحكام مطلقة.
ويعلم القاصى والدانى أنه من أرضية كل هذه الركائز التى تحدثت عنها ظل شعب مصر حتى اليوم عصيا على كل محاولات فصله عن جذوره وأصوله وظلت أنظاره مفتوحة على الخريطة العربية بأكملها تتأملها وتتابع ما يجرى فيها لأن العروبة بالنسبة لمصر ليست مجرد سياسة وإنما هى وجود ومصير!
خير الكلام:
احفظوها.. إن مصر إن ضاعت ضاع فى الدنيا تراث لا يعوض!
[email protected]g
لمزيد من مقالات مرسى عطاالله رابط دائم: