رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
سباق الثيرانُ وسوقُ الكريبتو

اعترفت إدارة صندوق النقد الدولى أخيرًا بأن ركود الاقتصاد العالمى ليس أكيدًا فى العام الحالي، بخلاف ما توقعته حتى أواخر السنة الماضية. مازالت إدارة الصندوق ترى أن 2023 سيكون عامًا صعبًا، ولكنها باتت تفهمُ أن مرونة أسواق العمل وسلوك المستهلكين تُمثَّلُ رافعة للاقتصاد العالمى. فمادام الناسُ يعملون فهم بالضرورة سيُنفقون، فيرتفعُ طلب المستهلكين، وتتواصلُ الدورةُ الاقتصادية بمعدلات متفاوتة.

وليست أسواقُ العمل فقط هى التى تعطى مؤشرًا إيجابيًا. أسواقُ الأسهم الرئيسية أيضًا صارت الإشارةُ فيها خضراء فى الأغلب الأعم، بعد أن أعيا احمرارُها المستثمرين. وتعودُ أهمية ارتفاع الأسهم فى الاقتصادات المتقدمة، والصاعدة اعتمادًا على هيكل إنتاجى وليس ريعيًا، إلى أنها مؤشرُ لحالة الشركات وآفاق النمو.

والملاحظُ أن شركات التكنولوجيا الكبرى، التى تواجههُا أزمةُ غير مسبوقة، تسهمُ فى قيادة أسواق الأسهم الرئيسية إلى الارتفاع. فكان تعثرُ هذه الشركات أحد أسانيد التوقعات المتشائمة لمسار الاقتصاد العالمى فى 2023، بعد أن اضطر عددُ من أكبرها إلى تسريح موظفين استثمرت فى كثيرٍ منهم ومنحتهم مزايا قياسية سعيًا إلى كسب صراع المواهب، خلال السنوات التى عُرفت بسباق الثيران. ويشيرُ هذا السباقُ إلى نمط التنافس فى فترة كانت مواتية لغالبية المستثمرين، لانخفاض معدلات الفائدة، وسهولة تمويل المشاريع، وتنامى الإيرادات.

ولكن انتهاء هذه الحقبة إلى حين لا يكفى مؤشرًا إلى مسار الاقتصاد العالمى مهما بلغ تعثرُ شركات التكنولوجيا، مثلُه فى ذلك مثل تراجع سوق الكريبتو التى تُتداول فيها عملاتُ مشفرة كان ازديادُ الإقبال عليها فى الحقبة نفسها مؤشرًا إلى ابتكار أنماطٍ جديدة من الاستثمار خارج الصندوق، خاصة فى أوساط الأجيال الجديدة. فليست شركاتُ التكنولوجيا وحدها التى تتوقفُ حالة الاقتصاد العالمى عليها، ولا استمرار سباق الثيران من عدمه هو ما يُحددُ أداء هذا الاقتصاد فى مجمله، وما نموُ سوقٍ ثانوية مثل سوق الكريبتو أو تراجعها إلا جزءُ صغيرُ فى شبكة التفاعلات الاقتصادية العالمية التى تُفيدُ مؤشراتُها اليوم بأن 2023 سيكون أفضل أو أقل سوءًا على نحوٍ يؤكدُ ما ورد فى اجتهاد 30 أكتوبر المعنون (الركود ليس حتميًا).


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: