رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
ظواهر مرضية

تزعجنى كثيرا تلك النغمة السائدة التى تحولت إلى شيء يشبه الصراع بين الرجل والمرأة وهذه التكتلات الإعلامية الغريبة حول حقوق المرأة وأصبح من الصعب أن تناقش أى قضية تخص المرأة دون أن تنهال عليك تهم الرجعية وأنك ضد حرية المرأة وأصبحت هناك جماعات نسائية تطارد كل صاحب فكر أو موقف مخالف وقد وصلت ردود الأفعال أحيانا إلى تبادل الشتائم والألفاظ الجارحة وربما كانت هذه الظاهرة سببا فى ارتفاع نسبة الطلاق خاصة بين الأجيال الجديدة التى لم تعد تقدر المسئولية والمفروض أن العلاقة بين الرجل والمرأة تقوم على الرحمة والمودة والاحترام المتبادل ولكن هذه العلاقات تحولت إلى صدام وأبسط الأشياء الآن.. أن تهدد المرأة الرجل وتقول له «هخلعك» وهى تستطيع ولنا أن نتصور الشاب الذى دفع تحويشة عمره فى نفقات الزواج ثم تاتى زوجته بمنتهى البساطة وتهدده بالخلع ويبدو أن قضية الحريات أصبحت شيئا مبالغا فيه وأنها حق يراد به باطل ولا شك أن هذه الظواهر غريبة علينا لأن العلاقات بين المرأة والرجل قامت على الحب والرحمة وإذا اختفى الحب ساءت الأحوال وفلت الزمام وأصبحت الزوجة أكثر شراسة وأصبح الزوج أكثر قسوة ولا بد أن تعود العلاقات الإنسانية إلى مسارها فى الاحترام المتبادل من أجل استمرار الحياة وإذا كانت الأمور قد ساءت فيجب أن ينتهى كل شىء بعيدا عن قاموس التجريح والشتائم.. إن هذه الظواهر غريبة علينا وليس معنى ذلك أننى أطالب بعودة «سى السيد» ولكننى أطالب بأن يحترم ويقدر شريكه فى الحياة أما شعارات الحريات وحقوق المرأة والرجل الرجعى والمتخلف فقد وصلت بنا إلى ما نحن فيه من الفوضى والتفكك والإحساس بعدم الأمان.. إن التراشق على الفضائيات تحول أحيانا إلى حالة من الكراهية وليس الحب وما بين الاتهامات بالتخلف وغياب الاحترام تبدو الصورة قاتمة لأنها تتحول إلى صراع لا غالب فيه ولا مغلوب.. إن هذه الظواهر الغريبة علينا تقدم للأجيال الجديدة صورة سيئة عن الرجل والمرأة فى وقت واحد، كانت الأم دائما درسا فى الترفع وكان الأب قدوة للفضيلة وحين يصبح التراشق والصراع بديلا فإن الخسارة على الجميع، قليل من التفاهم يجعل الحياة أجمل.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: