رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
هل يطولُ التخندق؟

لا فرصة قريبة يمكنُ تصورها لانتخاب الرئيس اللبنانى الشاغر موقعه منذ آخر أكتوبر الماضى. وربما يكونُ انتظار هذه الفرصة أطول مما كان عقب انتهاء فترة رئاسة إميل لحود، إذ بقى المنصب شاغرًا من 23 نوفمبر 2007 حتى 25 مايو 2008، لكن الوضع لا يحتملُ أن يطول الانتظارُ لما يقرب من عامين ونصف العام كما حدث بعد انتهاء فترة رئاسة ميشال سليمان. وفى كل الأحوال يصعبُ توقع المدى الذى سيستغرقه تخندقُ كلٍ من الاتجاهين المتصارعين فى لبنان، ومتى يمكن أن يواجها الواقع وينتهجا سياسات أكثر انفتاحًا فى ظل توازن الضعف السياسى الناتج من افتقار أى منهما إلى أغلبية نيابية.

هذا ما يراه الصديقُ د. سركيس سالم الأستاذ فى جامعة فانكوفر أيلاند فى تعليقه على اجتهاد 26 يناير (البحث عن رئيس). وهو يستبعد بالتالى سيناريو الصفقة السياسية المشار إليه فى ذلك الاجتهاد، ويرى صعوبة فى التوصل إلى اتفاقٍ على رئيسى الجمهورية والحكومة معًا بطريقة تُرضى الاتجاهين المتصارعين، والأطراف الإقليمية والدولية المُساندة لكل منها.

وهذا تقديرُ واقعى للموقف فى ضوء المعطيات الراهنة، ولكن إذا تغير بعض هذه المعطيات، ربما يكونُ أىُ من سيناريو الصفقة السياسية، وسيناريو انتخاب رئيس بأغلبية محدودة, هما الأقرب.

والفكرةُ فى سيناريو الصفقة السياسية مختلفة عما حدث عام 2016 (ميشال عون وسعد الحريرى) لعدم وجود أغلبية نيابية. فالصفقةُ هذه المرة تتطلبُ أن يبادر من يرغبون فى انتخاب سليمان فرنجية رئيسًا بالتفاوض مع بعض خصومهم على اتفاق يضمنُ تكليف من يُفضَّلونه، ويقبلُه حلفاؤهم فى الخارج، بتأليف الحكومة0 ويعنى هذا تقديم تنازلات متبادلة صريحة وليست ضمنية، سعيًا إلى تحقيق توازن بين رئيسى جمهورية وحكومة يعبرُ كلُ منهما عن أحد الاتجاهين المتصارعين وحلفائه فى الخارج. ويقومُ هذا التوازنُ على صيغة رابح- رابح، حتى إذا اعتُبر أن من سيربح رئاسة الجمهورية سيحصلُ على أكثر ممن سينالُ رئاسة الحكومة. فمن قد يربحُ أكثر ربما يخسرُ نتيجه هذا السيناريو حليفًا يوفَّرُ له غطاء مازال فى حاجة إليه لأن التخندق لن ينتهى مع انتخاب رئيس الجمهورية.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: