رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
ملايين فى الفضاء

أنفق العالم العربى فى السنوات الماضية مليارات الدولارات على الإعلام الفضائى بما فيه مئات القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى والبرامج والأفلام والمسلسلات وقد جمعت هذه المشروعات أموالا ضخمة من الحكومات والاستثمارات الخاصة.. ولا يستطيع أحد أن يحدد حجم الأموال التى أنفقت على هذه المشروعات الهوائية، الخاص منها والعام.. وهناك شريط طويل يجمع مئات القنوات التى تنطلق من العواصم العربية بحيث يصعب تحديد عددها أو هويتها أو ما ينفق عليها من أموال.. والسؤال الذى يدور فى ذهنى دائما ماذا حققت هذه المشروعات للإنسان العربى.. هل زادته وعيا وثقافة وهل جعلت حياته أكثر تحضرا أم أنها زادت العقول تخلفا.. هل ارتفعت معها سلوكيات الناس وأصبحت أكثر تحضرا وترفعا.. هل تراجعت معدلات الجريمة فى حياة الناس.. وهل شهدت الانتخابات حرية أكثر وأصبحت العقول أكثر استنارة وفهما، وهل أصبحت أخلاق الناس أكثر رقيا.. وماذا عن العلاقات الإنسانية هل أصبحت الأسرة أكثر ترابطا وأصبح الأبناء أكثر انتماء وأصبحت الحياة أكثر رحمة ووفاء.. وماذا تركت هذه المشروعات الضخمة هل أصبح الشارع أكثر احتراما وانضباطا وأمنا.. وماذا فعلت الأفلام والمسلسلات فى سلوكيات الناس وماذا تركت لهم وهل أصبح الإنسان أكثر أمانة وصدقا ورحمه وماذا فعلت بنا التكنولوجيا الجديدة وهل هى مجرد أساليب للترفيه والتسلية أم أنها خلقت واقعا جديدا أكثر وعيا وفهما واستنارة.. هذه التساؤلات تستحق الإجابة، وإن كنت أقترح أن تكون هذه القضية موضوعا فى الدراسات الجامعية فى أكثر من جامعة عربية لكى نصل إلى إجابات تكشف لنا حقيقة ما نحن فيه.. إن المليارات التى أنفقها العالم العربى على مشروعات الفضائيات فى السنوات الماضية شىء مبالغ فيه والشىء المؤكد أنها لم تحقق العائد المناسب ثقافة وسلوكا ووعيا، وقبل ذلك كله من كان أولى بهذه الأموال التعليم والصحة والأمية أم الفن الهابط ومسلسلات العم سام؟.. إننا كثيرا ما شاهدنا آلاف البرامج التى تتحدث عن الحريات وحقوق الإنسان فهل زادت الحريات فعلا وهل أصبحت لغة الحوار أكثر موضوعية وإقناعا؟.. القضية تحتاج إلى حوار حقيقى وليس مجرد وقت ضائع وأموال فى الفضاء.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: