رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
هناك لندن!

فى قسوة وبرود انجليزى صارم، أغلق البريطانيون القسم العربى فى الإذاعة البريطانية، البى بى سى! ومثلما شعرت أنا شخصيا بالحزن لذلك القرار تابعت وقرأت عن نفس المشاعر وردود الأفعال لدى عديد من المثقفين والكتاب على امتداد الوطن العربى كله، الذين يعكسون أيضا بالضرورة ردود أفعال كثير من المواطنين العاديين. لقد تعودت شخصيا، طوال ستين عاما (نعم.. ستين عاما) منذ كنت طالبا فى الإعدادى أن أستمع للإذاعة البريطانية! كان ذلك الاستماع أمرا صعبا للغاية على الموجة المتوسطة، خاصة مع التشويش الذى كانت تتعرض له! وكان الاستماع إليها أكثر صعوبة على الموجات القصيرة.. ولكن اهتمامى المبكر بالسياسة، الذى غذته ظروف ومعارك الحقبة الناصرية... جعلنى مع ذلك أهتم ثم أدمن الاستماع اليومى للبى بى سى. تعودت أن أضبط موعد حلاقة ذقنى فى الصباح مع نشرة الصباح، وتعودت على أسماء وأصوات كثير من مذيعيها: رشا قنديل، محمود المسلمى، نوران سلام، نور الدين زرقى....إلخ وقبلهم مديحة المدفعى وجميل عازر وماجد سرحان وأيوب صديق وفؤاد عبد الرازق... والأديب حسن الكرمى بصوته الوقور فى برنامجه قول على قول... وغيرهم من أسماء وبرامج كان الاستماع إليها من طقوس برنامجى اليومى! ومع التطور التكنولوجى وظهور الإنترنت أصبح الاستماع إلى البى بى سى أمرا أكثر سهولة بكثير، ثم أخذت أستمع اليها بوضوح كامل من خلال نظام سونوس الصوتى. غير أن الأمر المهم هنا، هو ما يعكسه إغلاق البى بى سى من توجه البريطانيين لتحجيم دورهم الإعلامى بما يتناسب مع دورهم ووزنهم السياسى الفعلى فى العالم اليوم! فقد بدأت البى بى سى إرسالها فى ثلاثينيات القرن الماضى فى زمن الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس! ومع النفوذ والحضور البريطانى القوى فى العالم العربى، فى الخليج وعدن ومصر والسودان والعراق وفلسطين والصومال. غير أن الزمن تغير، وتلاشت الامبراطورية، وتقلص وجودها فى العالم العربى، وأزاحتها الولايات المتحدة والصين وروسيا إلى المقاعد الخلفية، فأصبح من المحتم أن يتواضع طموحها، وأن تقلل نفقاتها، وسبحان مغير الأحوال!

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: