كل يوم
جرعة تفاؤل!

ليس يخالجنى أدنى شك فى أن مصر بجانب ما تملك من قدرة ذاتية تمكنها من أن تتجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية فإنها تملك فى نفس الوقت ميزة موروثة عبر السنين تجعلها دائما قادرة على إعادة ترتيب أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية على نحو يمكنها من مواجهة كافة الاحتمالات.

ومن هنا يجىء فهمى للتصريحات الأخيرة التى أدلى بها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومة قبل أيام حول مستجدات تعامل الدولة فى مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، وكيف أن مصر أصبحت الآن أفضل مما كانت عليه خلال الفترة السابقة، منوها إلى الجهد الكبير الذى يبذله الرئيس السيسى فى هذا الأمر.

وأحب أن أؤكد أننى لست هنا فى مجال التهوين من أعباء فاتورة هذه الأزمة التى دهمتنا مثلما دهمت معظم دول العالم ولكننى فقط أرصد شواهد إيجابية فى تعامل الدولة المصرية مع الأزمة لعل أهمها صحة الإدراك منذ البداية بأن الأزمة ليست هينة وأنها تقتضى تغييرا فى أساليب عملنا وفى التفكير الذى يحكم توجهاتنا.

أقول ذلك عن اقتناع عميق بأن مؤشرات تعامل الدولة المصرية حتى الآن مع تلك الأزمة الطاحنة هى مؤشرات إيجابية تؤكد أن الدولة منتبهة وفى أقصى درجات اليقظة وبما يتناسب مع ظروف ومستجدات هذا العصر الذى تلاشت فيه المسافات ولم يعد بمقدور أى دولة أن تتجنب مثل هذا النوع من العواصف الطارئة إلا بمزيد من الانفتاح على العالم ومزيد من البناء فى الداخل لكل أدوات القدرة الذاتية ماديا ونفسيا!

وظنى أن مصر «الرسمية والشعبية» مستعدة ماديا ونفسيا لكى تصنع لنفسها قاعدة قوية قادرة ليس فقط على مواجهة تحديات اللحظة وإنما أيضا استمرار فتح أبواب الأمل لغد أفضل .. ورب ضارة نافعة فليس صعبا علينا أن نحول هذه المحنة إلى منحة وإن غدا لناظره قريب.

خير الكلام:

<< وراء ظلام كل ليل فجر يبتسم!