رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
بى بى سى!

يوم الأول من أمس (الجمعة 27 يناير) أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) إنهاء بثها الإذاعى عبر الأثير ، وأنهت بذلك خدمتها التي استمرت نحو 85 عاما ، منذ أن انطلقت لأول مرة في عام 1938...أى أنه لم يعد في الإمكان متابعتها من خلال جهاز الراديو. غير أن مضمون تلك الإذاعة سوف يظل متاحا من خلال الموقع الإلكترونى للهيئة ، ومنصات التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام . إننى في الحقيقة، أحد مدمنى الاستماع إلى النشرات الإخبارية للإذاعة البريطانية مبكرا للغاية منذ سنوات المراهقة في ستينيات القرن الماضى. كنت أسمعها من الراديو الترانزيستور على الموجات المتوسطة ، ولكن بصعوبة شديدة ، خاصة مع التشويش عليها.وإن نسيت لا أنسى أبدا عندما أخذت في صباح يوم الجمعة 9 يونيو 1967 (و كنت حينها في العشرين من عمرى ، طالبا في كلية الاقتصاد و العلوم السياسية بجامعة القاهرة) أدير الراديو في كل الاتجاهات وأنا أضعه على أذنى لأسمع صوت المذيعة مديحة رشيد المدفعى وهى تقول بصوتها المتهدج: وصلت القوات الإسرائيلية صباح اليوم إلى الضفة الشرقية لقناة السويس!.. كانت لحظات محبطة سوداء لم تسقط من ذاكرتى أبدا، لم يوازنها إلا سماعى– بعد ست سنوات- مساء يوم 6 أكتوبر (ربما بصوت المذيع المصرى محمود المسلمى؟) أخبار عبور قوات الجيش المصرى إلى الضفة الشرقية لقناة السويس !...المهم أن إذاعة البى بى سى عربية ظلت مصدرا موثوقا به للأخبار لدىّ (خاصة مع إتاحتها بسهولة على الإنترنت) حتى بالمقارنة مع الإذاعات العربية للمحطات الأخرى (الفرنسية والألمانية والروسية ...إلخ) . ولذلك فقد استرحت كثيرا لقرار استمرار محتوى الإذاعة على موقعها على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعى. لقد لعب القسم العربى في الإذاعة البريطانية في تقديرى دورا مهما لتحقيق التواصل بين المستمعين العرب له من المحيط إلى الخليج ربما أكثر من أى إذاعة أخرى، عربية أو غير عربية. ولا أتردد هنا – في تلك المناسبة - فى توجيه التحية له ولكوادره المتميزة التي ألفناها كثيرا واستمتعنا بأدائها الحرفى الراقى، الذى أرجو أن يستمر مع المرحلة الجديدة له.

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: