رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
البقاءُ للأغنى

ضاعف المليارديريون ثرواتهم فى السنوات العشرة الأخيرة، وتجاوزت دخولُ 1 فى المائة من سكان العالم 74 مثل دخول الخمسين فى المائة الأفقر. هذا بعضُ الجديد فى تقرير منظمة أوكسفام الخيرية الجديد الصادر قبل أيام. تقريرُ لم يُبالغ معدوه فى اختيار عنوانه البقاء للأغنى. وبين الأغنى المشار إليهم ممن تضخمت ثرواتُهم واضمحلت أخلاقُهم وقُتلت ضمائرُهم بأسلحة جشعهم الباطشة، فاستغلوا ويلات جائحة كورونا وعبثيات الحرب على أوكرانيا لجنى مزيد من الأموال، وإلا فبم نفسرُ وجود مالكى ومديرى شركات أدويةٍ وأغذيةٍ وطاقة وسط هذه القلة التى لا يعادلُ ترفُها إلا فسقُها فى الأرض. أُصدر هذا التقرير بالتزامن مع انطلاق أعمال الدورة 53 للمنتدى الاقتصادى العالمى الذى حضره بعضُ هؤلاء، وأتباعُهم الذين يُفترضُ أنهم خبراء، وما هم إلا تُجاَّر يبيعون معارفهم لتوظيفها فى خدمة من لا يشبعون من دماء البشر. ولا غرابة فى أن يتجاهل المنتدى توصيات تقرير منظمة أوكسفام. توصياتُ لا يطمحُ من كتبوها لأكثر من أن يكون فى الكوكب مكانُ للأكثر فقرًا، من خلال سياساتٍ اقتصادية ومالية ونقدية تُمكَّنهم من البقاء فيه إلى جانب من يستكثرون عليهم الخبز الجاف. يعرفُ مُعدو التقرير الصادم أنه لا مجال لأحلامٍ جميلة فى وضعٍ دولى وصفه السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فى كلمته أمام المنتدى، بأنه الأسوأ منذ عقود. ولهذا لم يتجاوز طموحُهم إعادة ثروات المليارديريين الأكثر ثراء إلى مستوياتها التى كانت قبل عشر سنوات عبر سياسات ضريبية اقترحوا بعضها، على أن توضع ضمن رؤيةٍ جديدة للاقتصاد العالمى. غير أن أهل دافوس لا يعنيهم إلا محاولة إدارة الأزمات الأكثر خطرًا، وخاصةً ما يؤثر منها عليهم، مع المحافظة على وضعٍ يؤدى استمراره إلى ازدياد الصعوبات التى تواجه الفقراء فى سعيهم إلى البقاء .. مجرد البقاء. فقد ركَّز تقريره الختامى على استقرار الاقتصاد العالمى الذى وُصفت حالته الراهنة بأنها (أقل سوءًا مما كنا نخشاه قبل شهرين)، وحماية الشركات من آثار الارتفاع فى مستويات التضخم، وغير ذلك مما يُعنى به الأغنى. أما الأفقرُ فليعنهم الله.


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: