أوضح مؤشر لنجاح مشروع القطار الكهربائى الخفيف هو ترك بعض سكان المدن الجديدة على مساره سياراتهم الخاصة فى أماكن الركن المخصصة بالمحطة، ليستقلوا القطار فى انتقالهم إلى القاهرة والعودة. وقد تحقق هذا النجاح قبل أن يستكمل المشروع مراحله، بعد أن تأكد السكان أن القطار نظيف ومكيف الهواء، ويوفر لهم الوقت والجهد ويخفض التكلفة، فتذكرته تتراوح بين 10 و15 و20 جنيها، حسب عدد محطات الرحلة، وأما الاشتراك الشهرى فيقل بنحو 50 بالمئة عن إجمالى شراء التذاكر يوميا، فى حين أن السيارة تتكلف فى المتوسط نحو 3 أمثال أعلى سعر. ثم إن رحلات القطار منتظمة، فصار من الممكن للراكب أن يقدر الوقت بدقة. وقد قررت الإدارة مراعاة لزيادة الجمهور أن تمد ساعات العمل من 5.30 صباحا وحتى 11.30 مساء.
هذه القفزة بأداء القطار الخفيف تأتى فى سياق تطور ضخم فى مرفق السكك الحديدية بعد أن تعرض لتدهور رهيب عبر عقود ممتدة، كثرت فيها الحوادث الكارثية، وتراجع مستوى كل شىء: القاطرات والعربات والخدمة والمواعيد..إلخ، ولكن مع العمل الجاد ورصد الميزانيات المطلوبة، خلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت مشروعات عملاقة تفوق القطار الكهربائى، مثل مشروع القطار السريع الذى يسير العمل فيه بهمة بهدف إحداث طفرة نوعية فى نقل البضائع والركاب بخط يربط البحرين الأحمر والمتوسط، ويمتد على الساحل الشمالى إلى السلوم، ليكون أساسا فى المستقبل لربط مصر بشمال إفريقيا. وخط آخر يذهب بمحازاة النيل على الضفة الغربية يربط مدينة أكتوبر، وفيها يتقاطع مع الخط الأول، ويذهب إلى أقصى الجنوب بعد أسوان.
وقد أعرب فرانسوا دافين، رئيس الاتحاد الدولى للسكك الحديدية، عن إعجابه، هو والوفد المرافق له فى زيارتهم للقاهرة هذ الأسبوع، بما تقوم به وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية المصرية، من تطوير بكل القطاعات، منذ تولى كامل الوزير وزارة النقل، وأكد أن ما يتم من تطوير فى قطاع السكك الحديدية فى مصر يضاهى سكك حديد الدول المتقدمة. يُذكَر أن الاتحاد الدولى منظمة دولية غير حكومية تمثل صناعة السكك الحديدية فى العديد من دول العالم، وهى المسئولة عن وضع ونشر المعايير الخاصة بالسكك الحديدية.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: