يمرّ محمد صلاح بأول محنة مهنية منذ احترافه بالخارج قبل أكثر من 10 سنوات صعد فيها نجمه فى كل بلد لعب فيه، سويسرا وإيطاليا وانجلترا، وحاز فيها أعلى تقدير، من الجماهير العريضة ومن المؤسسات الرياضية والإعلامية والخيرية، وأحبه الكبار والصغار، وصارت الجماهير تضع له الأغانى وتصدح بها فى الملاعب، وتصدرت أخباره وصوره الصحافة والمواقع، وأقبلت عليه الإعلانات، وتسابق المعجبون على شراء قميصه، ووافق ناديه ليفربول قبل أشهر قليلة على منحه أكبر راتب فى تاريخ النادى،..إلخ، وكان كل هذا بناء على أدائه الفذّ فى الملاعب، الذى لولاه لما التفت أحد إلى ابتسامته الساحرة وإلى نشاطه الخيرى وإلى تعاونه مع زملائه وإلى روحه الرياضية مع منافسيه، ولم يكن من الممكن لكل محبيه أن يتسامحوا معه عندما يتذبذب مستواه فى مباراة أو اثنتين ما دام أنه سرعان ما يعود إلى أدائه الجميل.
أما ما حدث طوال الأشهر الأخيرة، فهو أن أداءه تراجع بشكل ملحوظ طوال مدة نصف موسم كامل، مقارَنة بما كان عليه هو شخصيا، وكان الجميع كرماء معه فى البداية ووجدوا له تبريرات بأن طول فترة التفاوض على تجديد عقده، والمساومة على الراتب، كان يجب، مثلما حدث فى حالات شبيهة، أن يعقبها فترة استكانة بسبب التوتر والعبء النفسى وتوقعات الانتظار، أما أن تمتد هذه الفترة بطول عدة أشهر فهو ما لا يمكن أن يتقبله وسط لا يمنح إعجابه إلا للأداء الرفيع الاستثنائى، وهو ما ناله صلاح عندما استحقه، وصار مهدداً بفقده مع التراجع، وهو ما بدأت نتائجه تظهر بوضوح لأول مرة، فى آراء الجماهير التى تنتقده وتطرح، فى انقلاب تام على موقفها، إمكانية استبداله أو بيعه، مع آراء تُنسب لمدربه، فى كلامه وراء الكواليس، أنه يناقش استبعاده، وقيل إن مسئولى النادى وضعوا بالفعل تصورا ماديا لقيمته فى سوق البيع والشراء.
ووجد الإعلام الانجليزى فيضا من المعلومات المُوَثَّقة عن أدائه هذا الموسم، جمعها الكمبيوتر بمنتهى الدقة عن أعداد مرات استقباله للكرة، وتمريراته لزملائه، وتسديداته على مرمى المنافسين، ومراوغاته، وتصدياته، ونسبة الدقة فى كل هذا، ومقارنتها بالمواسم السابقة. وللأسف، لم تكن النتائج فى مصلحته!
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: