ما الذى يعنيه هذا الاحتفال المهيب بعيد الشرطة هذا العام بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى عبر فى كلمته عن نبض الشارع المصرى بقوله: «إن الشرطة هى عنوان لروح التحدى لدى شعب مصر» منعشا بذلك ذاكرة المصريين حول الدور البطولى لرجال الشرطة عندما تصدوا لقوات الاحتلال البريطانى لمصر قبل 71 عاما فى معركة الإسماعيلية الشهيرة يوم 25 يناير عام 1952 والتى فجرت الغضب الذى صنع حريق القاهرة الكبير فى اليوم التالى مباشرة يوم 26 يناير عام 1952 وأعطى بذلك إشارات مبكرة للثورة المصرية التى تفجرت فى 23 يوليو من عام 1952 على يد الضباط الأحرار فى قواتنا المسلحة وبدعم من الشعب المصرى كله بمختلف طوائفه وشرائحه السياسية والاجتماعية!
والحقيقة أن الشعب المصرى لم يتخلف عن الاحتفال والاحتفاء بهذا اليوم المجيد طوال 71 عاما، فيما يمكن اعتباره رسالة تقدير وامتنان شعبى لما تؤديه أجهزة الشرطة من جهود جبارة لصون أمن المواطن وإنفاذ قوة القانون. وباستثناء الجماعة المحظورة وأذرعها المتنوعة يظل هذا اليوم عنوانا لمعايير العلاقة الصحيحة بين الشرطة والمواطن، ولعلنا لا ننسى ضمن يوميات العام الأسود لحكم الجماعة واقعة استدعاء الرئيس محمد مرسى لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ومطالبته بتغيير يوم عيد الشرطة حتى يقتصر الاحتفال فى هذا اليوم على ذكرى عواصف الفوضى التى هبت على مصر فى 25 يناير عام 2011 ولكن وزير الداخلية رفض ذلك المطلب الغريب الذى يستهدف إلغاء صفحة مجيدة من صفحات الكفاح الوطنى ضد الاحتلال البريطانى لمصر!
ومن جانبى أؤكد – ولست وحدى – أن كلمة السيسى ولفتات التكريم والتقدير لأبطال وشهداء وجرحى الشرطة وما تضمنته من رسائل مهمة فى تلك الاحتفالية المهيبة، هى أصدق تعبير عن الضمير العام الذى يرى فى رجال الشرطة نموذجا للتضحية والفداء وأن سجلهم فى حفظ أمن الوطن بدعم من رجال قواتنا المسلحة سوف يظل علامة بارزة فى تاريخ هذا الوطن الذى – كما قال السيسى – سيحتفل فى العريش ورفح والشيخ زويد بالنجاح فى مواجهة الإرهاب وتطهير سيناء بأكملها من هذا الوباء اللعين!
خير الكلام:
<< الأرض طواعية لمن يملكون الأمل ويقدرون على تحدى المستحيل!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: