◙ أحسنت الحكومة بتوفير أسواق شعبية بتخفيضات ما بين 15% و50%، ولكن هذا لا يعنى كل السلع.. فكل ما يباع خارج هذه الأسواق يرتفع أسعاره يوما بعد يوم ولا يكفى كتابة أسعار السلع فوقها، فمن الذى يحدد هذه الأسعار ولا أعرف كيف يصعب فرض تسعير عادل يحمى حقوق جميع أطراف البيع والشراء وسط الأزمة الطاحنة التى تعصف بالجميع، ويجب عدم إتاحة أى فرص لاستغلالها والتربح منها ودون مبالاة بزيادة الأعباء على المواطنين. وإذا كانت الدولة ووفق تصريحات رئيس مجلس الوزراء تدعم المستثمرين فى قطاعى الصناعة والزراعة بمليارات الجنيهات فلماذا لا ينعكس هذا الدعم على الأسعار التى تباع بها السلع للمواطنين ووفق هذه التصريحات أيضا أن فاتورة الزيادة فى سعر القمح منذ بداية الأزمة الروسية الأوكرانية تتجاوز 55 مليار جنيه وهو ما ضاعف سعر استيراد القمح. ودون تكرار حديث مؤلم عن أسباب تقصيرنا طوال عشرات السنوات الماضية فى إنتاج محاصيلنا الإستراتيجية وعلى رأسها القمح فماذا عن عدم الاستجابة للنداءات والدعوات الوطنية وبعد عشرات التجارب الناجحة بل وبما اعترف به الوزراء المسئولون عما يحققه إنتاج الرغيف من خليط من إنتاجنا الوطنى من القمح والشعير؟! إنها واحدة من إمكانات الإنقاذ المتاحة لهذا الوطن العزيز وتحتاج أن يقوم عليها مخلصون وأصحاب كفاءات وخبرات يستطيعون تنمية وتعظيم ثرواتنا الطبيعية وحماية المواطنين من مستغلى وأثرياء الأزمات!.
◙ بعد ثلاثة أيام تأتى الذكرى الثانية عشرة لغضبة المصريين الكبرى فى 25 يناير 2011 هذه الغضبة التى لم تكن إلا انفجارا لمخزون الألم فى وجه استقواء واستشراء الظلم والفساد وتحالف الثروة والسلطة وغياب حق المواطن فى العدالة وكرامة الحياة وللقضاء على أشكال التمييز والتفرقة، لذلك كان من أهم نداءات جموع الشعب فى الميادين ارفع رأسك أنت مصرى، وعيش .. حرية .. كرامة إنسانية. وتأكيد سلمية خروجه وتظاهره من أجل استرداد كل ما أصبح يفتقده فى بلده ولا يستهدف تخريبها أو الوصول لحكمها.. هذه الأهداف التى تكشف فيما بعد أنها كانت للجماعة الإرهابية.. وبما يقطع بأن الثوار الحقيقيين لا يتحملون وزر أى خسائر ارتكبت بحق بلدهم، ولا يقبلون أبدا وان كان لا يعفيهم من عدم تحديد بوصلة آمنة لتوجه ثورتهم وما توالى بعدها من مخططات تدمير وتخريب حتى وصلت الجماعة إلى العام الأقسى الذى شهدته مصر تحت حكمها وصولا إلى استعادة مصر من مختطفيها فى 30/6 و3/7/2013 على أمل تحقيق أهداف ثورتهم.
◙ السطور السابقة كانت جزءا من إجابتى على شباب صغير سألنى عن رؤيتى لما شهدته مصر فى 25 يناير 2011 وقد كنت أحد شهودها والمشاركين، بل ومن قبل الأحداث وأعلنت رأيى فى أكثر من برنامج تليفزيونى ومنها برنامج الاعلامى جابر القرموطى على قناة On . T.v وكنت من الجموع التى تجمعت أمام دار القضاء العالى ظهر 25 يناير وأعود لتأكيد أن ما حدث من تراجعات لم يكن مسئولية الثوار الذين أرادوا فقط إيقاف تمادى أخطاء وخطايا، وما يتم من عصف بأمن وكرامة وحريات المواطن، وسيظل بمشيئة الله وما تبقى لى من عمر إيمانى وانتمائى إلى هذه المبادئ والى الملايين الصامدة والصابرة من الأرصدة والظهير الشعبى التى تمثل القوة الحامية بصبرها وصمودها لكل ما يحمى مصر أمس واليوم وغدا، والتى تعطى أقصى ما تستطيع من قدراتها وعطائها العظيم بقدر الاحترام لآمالها وآلامها ومكاشفاتها بحقيقة كل ما يحدث فى بلادها وترتيب وتقديم لأولويات ما تحتاجه بلدها واستثمار رشيد لثرواتها البشرية والعلمية والطبيعية واتساع لآفاق الحريات التى ينص دستورها عليها. وعدم المساس بركائز قوتها وأمنها القومى.. وتحضرنى مقوله مهمة للرئيس السيسى فى أحد لقاءاته عندما تساءل: المواطن إذا زاد الضغط عليه حيعمل ايه؟! وأحيل تساؤل الرئيس إلى جميع أجهزة الدولة ليكون من أول وأهم أهدافها تخفيف الضغوط التى يتحملها المصريون حبا فى بلدهم وحفاظا عليها والتى تجاوزت كل الحدود.
◙ فى إطار الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى يمر بها العالم وبينها مصر والتى تنذر تقارير دولية من مؤسسات معتمدة ومستقلة بأن العالم سيشهد المزيد من التضخم والانهيارات الاقتصادية واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وارتفاع الأسعار وتوقف سلاسل الإمدادات, وفى مواجهتها طالب رئيس مجلس الوزراء جميع مؤسسات الدولة بالتقشف وإيقاف الاحتفالات والمظهريات. وأرجو أن ينضم إليها بعض المشروعات التى لا تمثل أولوية ولا ضرورة فى حياة المواطنين فى الوقت الحالى ليتم تأجيلها حتى نعبر الأزمة. كما أتمنى تأجيل تطوير حديقتى الحيوان والاورمان والاكتفاء بالنظافة ورعاية الحيوان والقضاء على كل ما أدى إلى خروجها من التصنيف العالمى، وبعد أن كانت الثانية على مستوى العالم. كما أتمنى أن يقوم أعضاء المجالس النيابية, التى كان أولى بمن يمثلون الشعب ويعرفون معاناته، أن يقوموا بإسقاط نصف مكافآتهم الشهرية على الأقل فى إطار تعظيم استثمار وترشيد إنفاق ما لدى مصر من مصادر ثروات ومقومات للزراعة والصناعة والإنتاج وشمس ورمال وبحار وآثار وإمكانات تصدير واعتماد على الذات.
حفظ الله مصر وكل من حماها!
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: