ينبغى أن ينال الفنان ياسر جلال تقديراً كبيراً على مبادرته بالتبرع بـ3 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر، وأما إعلانه للأمر فلا يجب أن يُنظَر إليه النظرة الضيقة التى تغمز فى أنه لا يهمه سوى الترويج لصورة إيجابية لشخصه! ليس فقط لأنه يمكنه الترويج لنفسه بمبلغ أقل، ولكن لأن هناك ما هو أهم وهو أن إعلانه للخبر ينشر أجواء إيجابية تحث الآخرين على أن يفعلوا بالمثل، لأنه نجم مشهور، له معجبون كثيرون، من قطاعات الجماهير، وكذلك من أوساط زميلاته وزملائه، وهو ما تحقق بالفعل بأسرع مما يتوقع أحد، وكانت الفنانة راندا البحيرى أول من سارع، فقد نشرت تدوينة على صفحتها على فيس بوك قالت فيها: (كل الشكر للنجم المحترم الخلوق ياسر جلال اللى وقف جنب بلده فى وقت البلد كلها محتاجة أنها تتكاتف، وبإذن الله تكون قدوة لفنانين كتير وأنا أولهم، نعمل واجبنا ونحطّ اللى نقدر عليه فى الصندوق). وأضافت: (أنا كمان ها عمل كدا).
معروف أنه، بالاكتفاء بحساب الأثر المباشر للأموال، فإن أكبر حصيلة من الأموال يمكن أن تتبرع بها الشخصيات العامة، لن يكون لها أثر اقتصادى كبير، ولكن يكون لها ما هو أهم بنشر روح إيجابية تتوحد فيها مشاعر الجماهير مع النجوم، فتصفو الأجواء من توجيه اللوم والانتقادات للمحظوظين الذين حققوا النجومية والثراء وكسبوا إعجاب ومحبة الناس، ولكنهم يبتعدون عن القيام بمسئوليتهم الوطنية، فيتسببون فى إشاعة مناخ عام سلبى!
فأما الجماهير المصرية فلها عادة طريقتها الراقية فى الانتقاد، ليس بالهجوم المباشر على سلبية نجوم هذه الأيام، وإنما قد يكون بالإشادة بنجوم الزمن الماضى، حيث تنتشر على السوشيال ميديا، فى عز الأزمات الحالية، أخبار وصور لنجوم رحلوا منذ عقود، واتفق الرأى العام على وصفهم بـ(نجوم الزمن الجميل)، ويشيدون بمواقفهم الوطنية، مثلما تبرع اسماعيل ياسين ورفيق رحلته الفنان العظيم أبوالسعود الأبيارى بمبالغ ضخمة بمقياس زمنهم لدعم المقاومة ضد العدوان الثلاثى. وبدور أم كلثوم العظيم بعد هزيمة 1967 فى الغناء فى الدول العربية لمصلحة المجهود الحربى. وسيذكر التاريخ أيضاً موقف ياسر جلال وراندا البحيرى، وقبلهما محمد صلاح.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: