الفنانة المصرية الكبيرة والقديرة إلهام شاهين، لفت نظرى لها أخيرا تصريحات مهمة تتعلق بقضية زواج المسلمة من غير المسلم، تتضمن موافقتها على الزواج بغير مسلم إذا تحركت عاطفتها له...إلخ. هذا الموقف القوى والجرىء، والذى اتفهمه تماما، يناقض ما أعلنته دار الإفتاء المصرية، فى موقعها ــ ردا على سؤال من سيدة مسلمة قالت إنها تزوجت بغير مسلم بعقد ــ بأن هذا النكاح باطل، ويلزم التفريق بينهما، ولا يترتب عليه شيء من أحكام النكاح الصحيح (موقع جريدة الدستور 4/1). إن هذه القضية (أى قضية زواج المسلمة من غير المسلم) ليست جديدة على الإطلاق..، ويمكن مثلا العودة فقط لبعض الوقائع الشهيرة فى مصر فى العصر الحديث، والتى ربما كان أشهرها زواج الأميرة فتحية شقيقة الملك فاروق من الشاب المسيحى رياض افندى غالى (من أسرة غالى المسيحية المعروفة، والذى كان يعمل فى سفارة مصر فى فرنسا)، والذى لقى معارضة شديدة من الملك فاروق، ومن رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت مصطفى النحاس باشا. غير أن ما لفت نظرى بقوة هو أن تصريحات إلهام شاهين ليست مجرد أقوال عابرة، ولا تقتصر على رأيها المستقل والجريء فى مسألة الزواج المختلط، ولكنها فى الحقيقة مجرد جزء او جانب من جوانب موقف اجتماعى–سياسى، تقدمى متكامل تمتلكه وتعبر عنه السيدة إلهام، بكل وضوح فى مواجهة الأفكار المتشددة والرجعية . وفى سياق تكريمها فى مهرجان الفضائيات العربية عن دورها فى مسلسل بطلوع الروح ... قالت: أحب هذا المسلسل جدا..، وأحترم رسالته الهادفة والمهمة لمحاربة الإرهاب والمتاجرين بالدين والمتخلقين الذين يزورون كل شيء جميل، ويعطون لأنفسهم الفرصة لممارسة العنف . إلهام شاهين فى الحقيقة نموذج للفنان والمثقف المصرى، الملتزم بقضايا وطنه العادلة، الذى يمتلك موقفا واضحا، كما يمتلك الشجاعة للتعبير عنه بلا وجل أو تردد . تلك كلها أمور تستحق كل تحية وتقدير وإكبار!.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: