رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
الأزمة أقوى من بريطانيا!

بريطانيا من أنسب الدول لرصد تأثر اقتصادها ومجتمعها بالأزمات العالمية هذه الأيام، ذلك لأنها واحدة من الدول السبع الكبرى ذوات الاقتصادات الأقوى على الكوكب والذى من أهم سماته القدرة على الصمود فى مواجهة الأزمات وإيجاد حلول لها. كما أنها طرف فى بعض الأزمات الأخيرة، بما يُفتَرَض أنها ليست كغيرها من دول العالم، خاصة الفقيرة والنامية، لأنها كانت لديها فرصة، قبل الأزمة، لكى تَعدّ عدتها مسبقاً لمواجهة مرحلة ما بعد المواقف التى شاركت فيها. ولكن، أول ما يلفت النظر أن هناك أضراراً بالغة أصابت قطاعات عريضة فى المجتمع البريطانى، بسبب زيادات أسعار السلع والخدمات بمعدلات مرتفعة ومفاجئة، خاصة فى المواد الغذائية (أعلى معدل منذ 4 عقود) - والكهرباء (زادت 66 بالمئة)، والغاز (زاد 129 بالمئة)، مع شتاء نزلت فيه البرودة بالفعل إلى 13 درجة تحت الصفر! وقد عجزت الحكومة عن السيطرة على الأسواق، وما زاد العجز سوءاً أن الجماهير لم تعد قادرة على التحمل، ولم يتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاقات يرضى عنها من كانوا يهددون بالإضراب، وتقدر الحكومة على الوفاء بها، فدخلت فئات من العاملين فى سلسلة إضرابات عن العمل، كان أخطرها الممرضون وعمال النقل، مما جعل الحكومة تدفع بأعداد من قوات الجيش تكون بديلاً لاستمرار هذه الخدمات فى حدها الأدنى! وكل هذا فى مرحلة ما يُسمى بإضرابات مؤقتة، لعدة ساعات أو ليوم واحد، وقبل أن تتصاعد لمدد أطول!!

أحد الأعراض التى يصعب حصرها، ما تعرضت له بنوك الطعام، لعدة أسباب، أهمها قلة التبرعات، لأن الدخل الكامل لمن كان يلزم نفسه بالتبرع لم يعد يفى لتلبية احتياجاته والتزاماته الأساسية التى زادت بشكل كبير، وفى نفس الوقت ارتفاع أعداد المحتاجين الذين يذهبون لتلقى المعونة، كما كان يحدث قبل الأزمة الأخيرة، فلا يجدونها!

من الحالات التى تحمل معانى كثيرة وتلخص قدراً كبيرة من الأزمة، ما نشرته صحيفة (ميرور) الإنجليزية، أن زوجين من أوكرانيا نجحا فى الفرار من الموت فى لهيب الحرب المشتعلة، ووصلا إلى لندن، ولكنهما صُدِما بارتفاع الأسعار، ووجدا أن الأفضل لهما العودة إلى حيث تهديدات الموت، بدلاً من معاناة الغلاء.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: