رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
البرادعى ورموز الأهرام

كان إنسانا رقيقا مجاملا أخذ من الصحافة قليلا من الأضواء وكان نصيبه من التقدير كبيراً.. فلم يعرف من الصحافة عواصفها القاسية وانسحب فى هدوء منذ سنوات بحكم العمر والصحة وإن ترك رصيدا من الحب فى كل مواقفه ورحلته فى الحياة.. رحل أخيرا الصديق الكبير محمد مصطفى البرادعى بعد أن قدم لــ «الأهرام» أجمل سنوات عمره وتنقل بين دروبها مندوبا فى قطاعات التعليم وانتهت به الرحلة رئيسا لقسم الأخبار وطوال عمله حافظ على صورته فى المؤسسة العريقة.. وفى السنوات الأخيرة من عمره اختفى تماما عن الأنظار ولم يكن يشارك فى الأحداث كتابة وموقفا وربما كانت ظروفه الصحية سببا فى هذا الغياب.. كان الأستاذ البرادعى من هذه المدرسة التى أخذت من الماضى أجمل ما فيه احتراما وحبا.. لا أذكر أنه دخل خصومة مع احد من زملاء المهنة فقد كان مجاملا متواضعا مع الجميع.. وفى قطاعات التعليم كان يعمل بروح الأب وأخلاق المعلم كنت ومازلت احمل له تقديرا عميقا لأنه كان حريصا دائما أن يحافظ على جسور المودة مع الناس.. ومع رحيل الصديق الكبير الأستاذ البرادعى تغيب صفحة من صفحات العطاء فى المؤسسة العريقة وهذا الجيل الذى قدم حياته وخبراته وعمره بكل السخاء ومنح «الأهرام» المصداقية والدور والبريق.. كان البرادعى أحد الجنود الأوفياء فى بلاط صاحبة الجلالة وامتدت به سنوات العمر وترك خلفه ذكريات عزيزة مع رفاق أحبهم ومنحوه ما يستحق من الحب والعرفان.. لم يحقق البرادعى فى الصحافة ما كان يستحق من الأضواء والبريق فقد كان ابن زمانه حيث اقتصرت صاحبة الجلالة على بريق نجومها ولكنه كان صحفيا مجتهدا عاش بكرامة ورحل فى صمت.. كثيرا ما كان الزملاء يلجأون إليه فى مشاكل الأبناء فى المدارس وكان يشعرك أنه أب للجميع وكانت كل طموحاته فى بيته وأسرته ومسئولياته فى «الأهرام».. وعاش فى هدوء بعد أن انسحب من «الأهرام» ليقضى سنوات عمره فى هدوء بعيدا عن صخب الأحداث ومتاعب المهنة.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: