قال: هل سمعت عما يحدث فى سوق الذهب؟!
قلت: نعم سمعت، وما يحدث أمر غير مقبول، أو معقول، لأن «المضاربات» وقت الأزمات تزيدها اشتعالا.
قال: البعض يبحث عن وعاء آمن، فهل هذا خطأ؟!
قلت: للأسف الشديد البعض يتعامل بعدم وعى أو رشد، ويجرى وراء الشائعات بشكل عشوائى، وهو ما يؤكد وجود أزمة وعى على المستوى العام، وقد انخفضت أمس أسعار الذهب بشكل كبير، مما يؤكد خطورة الجرى وراء الشائعات، والخسائر المؤكدة بعد ذلك.
قال: ماذا يمكن أن يفعل المواطن وقت الأزمات؟
قلت: يفعل مثلما يحدث فى كل دول العالم المتقدم، ويقوم بترشيد أولوياته كسلوك طبيعى مقبول وقت الأزمات، فالمضاربات حرام دينيا، وسلوك مرفوض اقتصاديا، واجتماعيا، ويؤدى إلى الإضرار بالأفراد، والمجتمع معا، ولا يمكن أن يكون هناك تكالب على شراء سلعة ما لمجرد الخوف، أو الحذر، أو رغبة فى الكسب الحرام، ومادمنا لا نحتاج هذه السلعة أو تلك، فلا داعى للمضاربة عليها، وتخزينها، بدافع الرغبة فى المكسب غير المشروع.
قال: .. وماذا عن بقية السلع؟
قلت: الطبيعى أن يشترى المواطن ما يحتاجه فقط، ويكفى حاجة استهلاكه لكى يترك الفرصة للآخرين.
المشكلة أن هناك سلوكيات اجتماعية، وموروثات خاطئة لابد من ترشيدها، فالأزمات أمر وارد محليا، وعالميا، والمهم هو كيفية مواجهة هذه الأزمات.
أعتقد أن السلوك الاجتماعى جزء أساسى من مواجهة الأزمات، لأن الأزمة تكون طارئة، وسوف تنتهى إن شاء الله، والسلوك الاجتماعى يساعد على سرعة انتهاء الأزمة، لكن على الجانب المقابل يمكن أن يسهم فى زيادة حدتها بالجرى وراء الشائعات، وعدم مراعاة حقوق الآخرين.
قال: هل المضاربات حرام شرعا؟
قلت: لست رجل دين، أو متخصصا فى هذه الأمور، وأعتقد أن هناك فتاوى كثيرة قديمة، وحديثة تحرم هذه السلوكيات الضارة، كما أن هناك آية عظيمة فى القرآن الكريم تقول «وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» صدق الله العظيم، (الحشر : ٩)، وهى آية توضح ضرورة إيثار الغير حتى فى أوقات الضرورة، فلنهدأ قليلا، ونتعامل بحكمة، وهدوء، ونثق فى أن القادم أفضل إن شاء الله.
[email protected]لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة رابط دائم: