مازالت بطولة كأس العالم، المقامة حاليا فى قطر، تخطف الأبصار، وعقول جماهيرها، حيث الساحرة المستديرة مسيطرة، وتلك حقيقة، على وجدان الناس فى الكرة الأرضية.
الجماهير الأكثر تأثيرا فى مختلف مسارات، وصناعة الأحداث فى العالم- ملتفة حول المدرجات، وعبر الشاشات، وحماسها يدور مع كرة القدم، ولكن اللافت للمراقبين أن القارة الإفريقية أثبتت وجودها بصعود فريقين منها، أحدهما عربى (المغرب)، والآخر إفريقى (السنغال).
صعود إفريقيا بفريقين من ٥ فرق دليل قوة الرياضة فى كرة القدم وتطورها فى إفريقيا لتنافس الكرة المتقدمة فى أوروبا، والأمريكتين، بل إن الأفارقة أثبتوا وجودهم على الكرة الآسيوية التى تجرى المسابقة الراهنة فى واحدة من دولها.
المونديال العربى كان الأكثر تأثيرا فى عالم السياسة، فقد وجدنا فى أثناء المباريات الرئيس الأمريكى، جو بايدن، يخرج من البيت الأبيض بتصريح يعبر فيه عن سعادته بالهدف القاتل الذى سجله مهاجم أمريكى فى مرمى إيران، حيث أخرجها من الدور الأول، وصعد بأمريكا للدور الثانى، كما أن المرشد الإيرانى على خامنئى خرج ليهنئ فريق بلاده فى المباراة الوحيدة التى فاز بها فى البطولة.
دبلوماسية كأس العالم تتطور، والمنافسات الكروية والحماسة بين الجماهير قد تكون أفضل للعالم المعاصر من منافسات الحروب الفعلية، ولا مانع عندما نقول إن كأس العالم فى قطر قد استحوذت على اهتمام بيوت، ومراكز تفكير سياسية، واجتماعية كثيرة متفوقة، من حيث التأثير والمتابعة، على الحرب الروسية - الأوكرانية، أو كورونا فى الصين، رغم أهميتهما. المهم لنا أن إفريقيا، ونحن منها، أثبتت وجودها فى هذا المعترك الكروى، والصعب، وعلى الفيفا أن يفكر جديا فى زيادة عدد الفرق الإفريقية، فلا يمكن أن تظل أوروبا بعدد أكبر من هذه القارة المهمة، وسوف نتابع المغرب والسنغال لعلهما يذهبان بعيدا من دور الـ١٦ إلى أدوار أكبر.
المهم كذلك أن علماء الاجتماع والسلوكيات، وأصحاب الترفيه بمختلف أنواعه - فى حاجة إلى إعادة دراسة حالة الكرة، وطبيعة جمهورها المتنامى، وكيف سيطرت على العالم بهذا الشكل الكاسح، وربما الفريد.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: