أرجو وسط الأحداث المهمة لمؤتمر المناخ بشرم الشيخ ألا يقل الانتباه والاهتمام برسائل شيخ الأزهر الأمام الطيب والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى ملتقى البحرين للحوار لنشر مبادئ الأخوة والسلام ونبذ صراع الشعوب وأصحاب الرسالات السماوية وأبناء الرسالة الواحدة على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم واعتماد تطبيق الحوار والمحبة لغة وأدوات لإنقاذ العالم، نفس الهدف الذى يسعى إليه مؤتمر إنقاذ الأرض فى شرم الشيخ .
. بداية لابد من تحية لهذا الإعداد الممتاز لمؤتمر ضم هذا العدد الضخم من دول الأرض والرؤساء والقيادات وهو المستوى الذى يليق بمصر وحضارتها وتاريخها ويفرض أن يكون نموذجا للمحاكاة والاستلهام لنقرب المسافات بين ما تحقق فى شرم الشيخ ومستويات الحياة والنظافة فى مدننا ومراكزنا وقرانا فى الريف والصعيد وما يجب أن يقاس عليه درجات صلاحية واستمرارية المسئولين خاصة فى المحليات.
◙ وفى قمة المناخ السابعة والعشرين التى انعقدت فى شرم الشيخ تأكد أهم ما ظهر فى أغلب القمم السابقة مع اختلاف تفاصيل كثيرة لا تقدم ولا تؤخر بأن الدول الأكثر مسئولية عما حدث من تدمير للمناخ والانبعاثات الملوثة هى الأكثر تنصلا من مشاركتها فى دفع ما تم التوصل اليه من التزامات مالية وفى العمل على تخفيض ما يؤدى إلى ارتفاع حرارة الأرض ويخفف أسباب ما تشهده من كوارث بيئية فى مقدمتها ذوبان الثلوج وجفاف الأرض والأنهار واحتراق الغابات وتناقص انتاج الغذاء وتهديد الشعوب، خاصة الأقل مشاركة فى صناعة مأساة الأرض بالجوع وموت الملايين من نقص الغذاء وكنت أتمنى مزيدا من التركيز على ما أدت اليه الكوارث البيئية من أزمات ودمار صحى أديا إلى موت الملايين بالهواء الملوث وهو ما طالبت بالاهتمام به منظمة الصحة العالمية أثناء المؤتمر، أيضا تمنيت مزيدا من اهتمام أعضاء الوفود بآثار الأوضاع البيئية على توافر المياه على الكوكب وهى الأزمة الوجودية التى ظهرت فى أغلب كلمات مندوبى البلاد العربية خاصة العراق وفلسطين التى كنت أتمنى أن يكشف مندوبها عن الجرائم التى ترتكبها إسرائيل بتدمير الأرض والطبيعة فى الأراضى العربية المحتلة وحرق أشجار زيتونها بإلقاء مواد سامة على أشجارها وأرجو أن يكون من بين أهم توصيات مؤتمر شرم الشيخ تغليظ عقوبات الاعتداء على البيئة والمسئولين عن هذه الجرائم وتوقيع عقوبات مالية على الدول والمصانع والشركات الملوثة وإيداع هذه الأموال فى صناديق لإنقاذ الأرض وان يكون القرار ومتابعة التنفيذ لمحكمة العدل الدولية هذا اذا كانت هذه الدول والقيادات الكبرى التى احتشدت فى شرم الشيخ جادة فى تحقيق عدالة بيئية بلا تفرقة أو تمييز بين الكبار الذين يتحملون المسئولية الأكبر عن جرائم التلويث والدول الصغيرة المشاركة بنسب ضئيلة والتى تتحمل العبء الأكبر من آثار التلوث وتكاليفه الباهظة. ومعروف أن قارة إفريقيا التى جاءوا يجتمعون فى أهم دولة تمثلها لا تشارك الا بنسبة 3% فى الانبعاثات التى تتهدد الكوكب الذى يتصرف من قاموا بتلويثه كأنهم يسكنونه وحدهم .. ولم ينتبه أحد من المتحدثين الاجانب ـ وربما فقط واحدة هى رئيسة جامعه لندن للاقتصاد والعلوم السياسية إلى أن المؤتمر يتم على أرض الفراعنة أقدم من عرفوا واحترموا البيئة وقاموا بحمايتها رغم أن الكوارث التى هددتهم كانت كوارث طبيعيه كالزلازل والفيضانات ولكنهم عرفوا كيف يروضونها ويصنعون أول وأعظم حضارة فى التاريخ ويشيدون البناء الصديق للبيئة بخامات البيئة واستخدموا الطاقة الشمسية وجامعة اليابان اعتمدت منهج المهندس العبقرى حسن فتحى للبناء بخامات البيئة كمنهج للبناء فى المستقبل ومن المؤكد أن هناك الكثير والمهم مما يملكه علماؤنا وخبراؤنا لحماية البيئة الذين لم نستثمر ما لديهم من علم وقدرات على تخفيف آثار الكوارث البيئية وفى مقدمتهم المجلس الوطنى للتغيرات المناخية ومعهد بحوث البيئة والتغيرات المناخية وأرجو فى اطار التوصيات المهمة التى لابد ستصدر عن مؤتمر شرم الشيخ ليكون بالفعل مؤتمر التنفيذ لكل ما صدر من توصيات وجودية لحماية وإنقاذ الأرض واحترام العدالة البيئية ـ عمل خرائط توقعية للشعوب بالأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية للإعداد والتدبر لوسائل الوقاية والعلاج والحلول للمشاكل المتوقعة خلال الفترة القادمة مناخيا وصحيا وغذائيا وتأكدها كحق من أهم حقوق الإنسان ووعيه بالمناخ والقضايا المرتبطة به وأؤكد الترحيب بما ضمنته المنطقة الخضراء فى المؤتمر من وجود مساحة ضخمة لاحتجاج الشعوب كحق إنسانى وسياسى وأخلاقى أصيل للإنسان حول ما يعانيه أو يتطلع إليه فى جميع مجالات حياته ومن أهم العبارات التى استوقفتنى عبارة الأمين العام للأمم المتحدة: (نحن فى قافلة ذاهبة للجحيم) وكان يجب ان يستكملها بأسماء الكيانات والدول الكبرى التى تتحمل المسئولية الأكبر عن الكوارث البيئية ومدى مسئولية الأمم المتحدة عن استمرار تفاقم الكارثة وأيضا ما جاء فى كلمات ال جور نائب الرئيس الأسبق للولايات المتحدة ان الانبعاثات الكربونية تقتل من البشر أكثر مما فعلته قنبلة هيروشيما.
◙ لقد وهبنا الخالق كوكبا رائعا وتكفل أبناؤه الأغنى والأقوى والأقدر على جعله مريضا مهددا فنرجو أن تنجح وتصدق محاولات إنقاذه المعلقة فى رقبة كل مسئول كبير وصغير عن تحقيق هذا الإنقاذ وسبحان من قال «..ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها» صدق الله العظيم .
◙ لا أتفق مع أى دعوات لإثارة الفوضى والكراهية ومخططات هدم الدولة وأدعو لاحترام الحريات المسئولة وتقويم التوجهات ودعم مشاركة المواطن فى كل ما يحدث ويتخذ من قرارات وسياسات فى بلاده ومعالجه ما يعانيه من مشكلات فى مختلف مجالات حياته خاصة الظروف الاقتصادية الصعبة.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: