هوامش حرة
كيف نحتفل بذكرى أكتوبر؟!

قررت وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلانى أن يتم الاحتفال بذكرى أكتوبر عاما كاملا.. على أساس أن العام القادم سيكون الذكرى الخمسين لهذا النصر العظيم.. وفى تقديرى أن الاحتفالية لابد أن تشكل لها لجنة من كبار القادة العسكريين الذين شاركوا فى هذا الإنجاز مع عدد من كبار المثقفين وأساتذة التاريخ المعاصر.. وأن يشارك فيها عدد من المقاتلين يحكون تجربتهم فى ساعات النصر والعبور.. ويجب الكشف عن بعض وثائق الحرب لدى مؤسسات الدولة وإعادة نشر ما كتب فى الصحف المصرية وما قالته الصحف الأجنبية وما نشره الجانب الإسرائيلى من الوثائق والأحداث.. وهناك مذكرات للقادة المصريين يمكن إعادة قراءتها ومنها مذكرات قائد العبور الرئيس أنور السادات ومذكرات رئيس الأركان سعد الشاذلى والجمسى وأحمد إسماعيل، وما كتب عن الفريق عبد المنعم رياض.. وهناك عدد من الكتب حول المعارك كتبها المحررون العسكريون من مواقع القتال.. ولا أتصور أن تمر الذكرى الخمسون لحرب أكتوبر دون إنتاج فيلم تاريخى عن هذا الحدث.. إن الأمر يتطلب جمع الوثائق وإصدارها فى كتب تشرف عليها لجنة عسكرية.. إن هذا العام الذى خصصته وزيرة الثقافة لابد أن يكون حدثاً ثقافياً يليق بهذا النصر العظيم حتى يستعيد الشعب المصرى روح أكتوبر سلوكاً وانتصاراً وإرادة.. لابد أن نعترف أن هذا الحدث التاريخى الكبير لم يأخذ حقه من الكشف والتوثيق وربما جاء الوقت لكى تعرف أجيالنا الجديدة هذا النصر العظيم.. إن أمامنا الآن عاما كاملا نستطيع أن نعد فيه احتفالية ثقافية فنية وثائقية، خاصة أن نصر أكتوبر لم يأخذ حقه فى مراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات العلمية، وربما جاءت الفرصة لكى نقدم صورة كاملة حول هذا الإنجاز الذى كان يستحق اهتماماً أكبر.. إن حرب أكتوبر من الأحداث الكبرى التى لا تتكرر كثيراً فى حياة الشعوب ويجب أن يأخذ مكانته فى ذاكرة مصر والأمة العربية كلها ولهذا ينبغى أن تشارك جهات كثيرة من مؤسسات الدولة فى هذه الاحتفالية.