رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
هدوء قبل ساعة الصفر!

4- عشية وقوع الزلزال يوم الجمعة 5 أكتوبر عام 1973 نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية فى صدر صفحتها الأولى «إن الجيش الإسرائيلى يتابع بيقظة كل ما يجرى على جبهة قناة السويس وقد تم اتخاذ التدابير لمنع المصريين من مفاجأتنا» ... وفى نفس ذات اليوم وعلى صدر الصفحة الأولى للأهرام جاء ما يمكن اعتباره آخر لمسة من خطة الخداع لنفى وجود أى نوايا للعمل العسكرى من جانب مصر تحت عنوان «تصريحات اليعازار مليئة بالمغالطات» وذلك ردا على ما صرح به رئيس الأركان الإسرائيلى «بأن إسرائيل تملك ذراعا طويلة وقادرة على ردع أى عدوان ضدها» وكان النشر بناء على توجيه من الفريق أول أحمد إسماعيل على وزير الحربية مع التأكيد على أن ينسب التعليق للمحرر العسكرى للأهرام، ولأن الأستاذ محمد حسنين هيكل كان يحتفظ لنفسه بصفة المحرر العسكرى للأهرام فقد أصر على أن ينسب التعليق لمن كتبه مما أدى إلى تعطيل دوران المطبعة ليلتها بسبب إصرار الرقابة العسكرية على الالتزام بتعليمات وزير الحربية ليوافق الأستاذ هيكل على نشر تصريح اليعازار مصحوبا بتعليق يكتبه مرسى عطاالله المحرر العسكرى للأهرام!

قبل ظهر السبت 6 أكتوبر عام 1973 كان المراسلون العسكريون الإسرائيليون ينتظرون لقاء الياهو زائيرا رئيس المخابرات العسكرية وبعد دقائق معدودة من اللقاء دخل مدير مكتب زائيرا حاملا ورقة صغيرة نظر فيها زائيرا ثم غادر الاجتماع فجأة قبل أن يعود مرة أخرى ليعتذر عن اضطراره لإنهاء الاجتماع، وبينما كان المراسلون العسكريون يتأهبون للمغادرة دوت صفارات الإنذار التى هزت سماء تل أبيب ... وفى ذات التوقيت كنا أربعة أشخاص فقط فى مكتب المتحدث العسكرى المصرى برئاسة اللواء عز الدين مختار، والعميد حسن الكاتب والمقدم عبد الحميد شداد، وكاتب هذه السطور نجرى البروفات النهائية لخط الاتصال التليفونى «المؤمن» مع الأستاذ طلعت خالد وكيل وزارة الإعلام الذى سيتولى بنفسه تلقى أى بيانات عسكرية وشيكة.

كانت الأمور فى مصر حتى الساعة الثانية ظهرا تمضى بصورة طبيعية وبعيدا عن كل العيون كانت حركة غير عادية تجرى تحت سطح الأرض فى مركز العمليات الرئيسية للقوات المسلحة «المركز رقم 10» على مشارف طريق القاهرة – السويس بينما كانت التقارير الواردة من الجبهة تؤكد هدوءا تاما على امتداد الجانب الغربى لقناة السويس، فى حين كانت مجموعات من الجنود تسلى صيام رمضان بلعب كرة القدم .. بينما كان المشهد على الشاطئ الشرقى للقناة يجسد مشاعر الغرور والاسترخاء لضباط وجنود خط بارليف الذين لم يخطر على بالهم أن ذلك هدوءا يسبق العاصفة عندما تحين ساعة الصفر!

وبعد غد (السبت) نواصل الحديث

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: