رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
رسالةُ فى وقتها

كانت قضايا العالم والمنطقة حاضرةً فى ملتقى الرافدين الذى اختُتمت أعماله الخميس الماضى, ومعها بطبيعة الحال الأوضاع العراقية التى تُثارُ أسئلةُ بشأنها منذ أن تفاقمت أزمة تشكيل الحكومة المستمرة منذ إجراء الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى أكتوبر 2021. تصدر تفاقم هذه الأزمة الأنباء فى العالم طول أغسطس الماضى، منذ أن بدأ الاعتصامُ الكبير الذى نظَّمه المطالبون بإجراء انتخاباتٍ مبكرة، وحتى إعلان السيد مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسى. واقتربت الأزمةُ قبيل نهاية ذلك الشهر من حافة الهاوية، كما رآها غير قليل من المراقبين, قبل أن تهدأ قليلاً. ولهذا جاءت فى وقتها الرسالةُ المتضمنة فى انعقاد الدورة الرابعة لملتقى الرافدين فى موعدها. رسالةُ إيجابية إلى العالم، كما وصفها الصديق قاسم قصير0 رسالةُ تفيدُ بأن العراقيين قادرون على حل الأزمات التى تواجههم من وقتٍ إلى آخر فى الطريق الذى اختاروه من أجل ترسيخ التعدد والتنوع، وبناء نظام ديمقراطى حر يتسع لكل ألوان الطيف التى لا يوجد مثلها فى بلدٍ آخر عددًا وتاريخًا. استضاف الملتقى أكثر من 300 مشارك من 33 دولة، وحضره نحو ألفٍ من العراقيين يمثلون معظم الألوان السياسية والاجتماعية، قبيل التظاهرات الكبيرة التى تُنظمُ فى أكتوبر من كل عام منذ 2019 . وهذا دليلُ على ثقةٍ فى القدرة على تجاوز الأزمة الراهنة مثلما عُبرت أزماتُ مشابهة وأخرى مختلفة. فهذه أزماتُ تطورٍ لا يمكن بناء نظام ديمقراطى دون المرور بها مهما تكن المعاناة التى تترتب على هذه أو تلك منها. ونجدُ مثلها فى تاريخ معظم الدول التى وصلت إلى مستوى متقدم فى الممارسة الديمقراطية، إذ واجهت كلاً منها عراقيلُ وصعوباتُ اختلفت تفاصيلها من بلد إلى آخر. ومازالت دولُ ديمقراطية تأخذُ بالنظام البرلمانى الذى اختاره العراقيون تواجهُ أزماتٍ فى تشكيل الحكومات، وفى استقرارها. وفضلاً عن هذا النوع من الأزمات، تواجه الأحزاب والكتل السياسية العراقية صعوبات فى المحافظة على صيغة التوافق التى نجحت فى دولٍ عدة, بعد أن تجاوزت صعوباتٍ شتى. فالطريقُ إلى الديمقراطية طويلُ وصعب، والتقدمُ فيه يعتمد على التعلم من الأخطاء والأزمات0


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: