رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
جنازة الملكة

كانت جنازة ملكة انجلترا حدثا عالميا فريدا حمل طقوس مئات السنين فى واحدة من أقدم الممالك فى العالم.. وتوافد رؤساء وملوك وقادة العالم يشاركون فى هذا الحدث التاريخي.. نحن أمام أقدم ملكة حكمت انجلترا العظمى وسيطرت على نصف دول العالم وشاركت فى كل الحروب وكانت اخطر دول العالم تأثيرا فى السياسة.. كان حضور عدد كبير من القادة العرب شيئا لافتا خاصة دول الخليج ومعهم زوجاتهم وقد ظهروا بشكل حضارى لافت.. ورغم ضخامة الجنازة فإن العالم انقسم حول المشاركة فيها بين الحضور والغياب هناك من رفض المشاركة فى جنازة ملكة احتلت بلادا واستعمرت شعوبا واستغلت ثرواتها ومواردها.. هناك فريق اخر رأى أن للموت حرمة وأن اكبر ملكات العالم تستحق أن تأخذ مكانتها فى مسيرة التاريخ.. هناك دول لم تشارك فى وداع الملكة بل إن هناك من انتقد المشاركة ويبقى بعد ذلك كله ورغم انقسامات المواقف أن الجنازة كانت حدثا فريدا ربما لم يشهده العالم من قبل.. كانت طقوس الجنازة شيئا مبهرا ما بين الأماكن والكنائس والشعب الذى خرج يودع ملكته وكأنه يستعيد مئات السنين.. وإذا كان العالم قد انقسم حول حضور الجنازة فسوف ينقسم بعد ذلك حول مسيرة الملكة وربما يدور الحوار حول جدوى استمرار الملكية فى انجلترا خاصة أن الأجيال الجديدة ترى انها تستحق مستقبلا أفضل.. إن رحيل الملكة لن يكون النهاية وقد يكون بداية لفتح ملفات كثيرة أمام ملكة حكمت واحدة من اكبر إمبراطوريات العالم وشهدت حروبا كثيرة وعاشت أمجاد انجلترا وشهدت انكسارها.. وقبل ذلك كله فقد حافظت طوال سبعين عاما على مكانها ومكانتها ومحبة شعبها ودورها فى مسيرة الأحداث .. ملكة انجلترا خلفها تاريخ طويل ومازال ينتظرها تاريخ أطول .. كانت جنازة ملكة انجلترا أسطورة من أساطير العصر جمعت الحب مع التاريخ مع عراقة الزمن والأحداث، كانت طقوس الجنازة تحمل تاريخا طويلا عن مجتمع جمع كل تناقضات الدنيا ما بين الملوك والأحداث، وكانت الملكة آخر أساطير هذا العصر .. إن رحيل الملكة أعاد للعالم صفحات من التاريخ ربما نسيت ولكن العالم عاد مرة أخرى يعيش أحداثا نسيها من مئات السنين.

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: