شهد الأسبوع الماضى حفلا لتكريم أحد رواد الإذاعة المصرية فى عصرها الذهبى وهو الإذاعى القدير فهمى عمر.. ولا شك فى أن فهمى عمر يحمل تاريخا من العطاء من جيل الرموز التى أقامت الإذاعة المصرية .. هذا الصرح الثقافى والإعلامى والتاريخي.. ويأتى اسم فهمى عمر على رأس هذه السلسلة الذهبية التى أضاءت العقل العربى وتخرجت على يديها أجيال من النجوم فى الإذاعات العربية.. تولى فهمى عمر مسئوليات كثيرة كان فى مقدمتها الإذاعة المصرية بدورها الثقافى والحضارى بل والسياسى وفهمى عمر رغم أنه حقق شهرة كبيرة كناقد ومعلق رياضى، فإنه مثقف من طراز رفيع.. كان دائما يدرك مسئولياته السياسية والثقافية فى دور الإذاعة المصرية فى مراحلها المختلفة.. وفى مجال الرياضة كان يحتل مكانة خاصة فى مواقفه ومصداقيته واحترام الأوساط الرياضية وجهات نظره.. وقد بقى فهمى عمر مخلصا لمواقفه وقناعاته وعندما انسحب بعيدا عن الأضواء ظل حريصا على أن تتسم مواقفه بالحكمة والمصداقية وكان دائما صاحب مواقف فى كل التوازنات والتغيرات فى مسيرة حياته.. إن تكريم فهمى عمر فى هذه الأيام لفتة إنسانية ما أحوجنا أن نحرص عليها مع رموزنا فى كل المجالات.. إن تكريم فهمى عمر الإعلامى القدير والإذاعى المتفرد تكريم للقيمة والمصداقية والعطاء الحقيقي.. عمنا فهمى أطال الله عمرك ومتعك بالصحة لتبقى رمزا من رموز الزمن الجميل.. يبقى عندى اقتراح أن تستفيد مؤسساتنا الإعلامية وكليات الإعلام الخاصة والحكومية من خبرات ما بقى لدينا من الرموز وأن يقدم الإعلام المصرى مسيرة هذه الرموز التى لن تتكرر.. هناك رصيد من الخبرات من حق أجيالنا الجديدة أن تتعلم منه وتستوعب ثقافته ومشواره ودروسه فى الحياة.. إن هذه الرموز أمثال فهمى عمر ينبغى ألا تختفى بعيداً عن الأضواء ويجب أن تقدم تجاربها فى الحياة ولدينا عشرات الجامعات الخاصة التى ينبغى أن تستفيد بهذه الرموز.. كلما سألت عنه أجده فى بلده فى الصعيد الذى أحبه، إنه عاشق قديم من عشاق الأرض والنيل وروايح الزمن الجميل وهذه الرموز يجب أن تبقى فى ضمير الناس قدوة ودليلا..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: