حجم الجرائم فى الشارع المصرى وتنوعها أصبح شيئا مزعجا فى العدد والنوعية.. انتشرت ظاهرة قتل البنات ذبحا ولم تكن حالات محدودة ولكنها انتشرت فى أكثر من محافظة وأكثر من جامعة.. لقد أصبحت الجرائم الأسرية شيئا عاديا أن يقتل الابن أمه حرقا أو ذبحا بل إن عددا من الأبناء يشتركون فى قتل أمهم. أما المحاكمات فإنها بطبيعتها وإجراءاتها تبدو للضحايا بطيئة، ويتمادى البعض فى نشر الجريمة ما بين التفاصيل والإجراءات.إن الأزمة الحقيقية الآن أن عدد الجرائم يزداد كل يوم وتتنافس مواقع التواصل فى عمليات النشر وأحيانا تبالغ فى نشر التفاصيل.. بل إن القنوات التليفزيونية تخصصت فى نشر وتصوير نوعيات مختلفة من الجرائم خاصة قتل الأزواج والزوجات والجرائم الأسرية والمخدرات وصراعات الدفاع والإدانة.. يحدث كل ذلك وهناك أطراف كثيرة غائبة لأننا حتى الآن لم نحدد أسباب انتشار الجرائم وتنوع أساليب القتل وانتشار العنف والوحشية فى كل أنواع الجرائم.. البعض يقول إنها الأفلام والمسلسلات التى تشجع الجريمة وتروج لها وتنشرها وهناك من يؤكد أنها المخدرات والأسباب الاقتصادية.. قرأت أن شابين أحرقا جسد أمهما من أجل الاستيلاء على غرفة تعيش فيها.. وتتعدد الصور وتنتشر ظاهرة قتل الفتيات تحت دعوى رفض الزواج وكلها حجج واهية لا تبرر القتل والعنف فى الشارع المصري..وهنا نتساءل أين مراكز الأبحاث الاجتماعية والنفسية ومراكز الجريمة والإدمان والعلاج النفسي، الظاهرة خطيرة وتحتاج إلى وقفة حاسمة وسريعة قبل فوات الأوان.. لقد شهد الشارع المصرى فى الشهور الأخيرة عددا من الجرائم التى اتسمت بالعنف والوحشية وهى تضع الجميع أمام مسئوليات خطيرة بعد أن تعددت نوعياتها وأساليبها وأصبحت تحمل مؤشرات تتعارض تماما مع طباع المصريين وأخلاقهم.. إن الموقف يزداد تعقيدا وعنفا ويحتاج إلى مراجعة سريعة خاصة أن الجرائم ترتفع معدلاتها بين جموع الشباب وهم مستقبل مصر ومصدر حمايتها وأمنها.. إن المسئولية تقع على والأسرة والمسجد والكنيسة والمدرسة، والحسم والمواجهة هما الحل قبل أن يفلت الزمام أكثر..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: