كل يوم
علمتنى الحياة!

•  عرفت فى حياتى نماذج متنوعة من البشر لكن أسوأهم على الإطلاق هو الشخص الأحمق الذى ينكر المعروف وينسى الجميل وسرعان ما ينقلب إلى شخص حاقد على كل النعم.
•  والحقيقة أن كل ناكرى المعروف ليّسوا فقط ممن لا يحبون الخير للآخرين وإنما يعز عليهم أن يستعيدوا من الذاكرة مشاهد لا تنسى عندما كانوا يطرقون الأبواب يرجون طلبا ويلتمسون دعما وعونا.
•  بل إن من بين ناكرى الجميل من تهون عليه العشرة ولا يتورع أن يطعنك فى ظهرك بكل خسة متناسيا أنك من أنرت له كل عتمة فى طريقه المظلم.
•  والعاقل هو من يكتشف ناكر الجميل مبكرا ويعمل على قطع الصلة به فورا ولا يجهد نفسه فى الحوار معه لأنه لا يستحق العتاب خصوصا إذا كان ممن رأيت فيه كل العيوب وتغاضيت عنها ورحم الله أبى الذى حذرنى ذات يوم قائلا: «إنه لا ينكر الفضل سوى الندل ومن العيب ومن الخطأ أن تصادق ندلا»!
•  وقد أثبتت لى تجارب عديدة على طول مشوار العمر أن ناكر الجميل أشد الخصام عداوة وان ناكر المعروف شخص يكره نفسه قبل أن يكره غيره ويتستر دائما بالنفاق لكى يغطى على ما فى صدره من غل وحقد تجاه غيره!
•  ومن فضل الله أننى لم أغضب مطلقا من نكران أحد لما قدمته له من خير لأن ناكر الجميل أحمق والأحمق لا يلام بل إننى أسجد لله شكرا أن أنار بصيرتى لكى أتجنب استمرار الصداقة والتعامل مع من يسكن الحقد قلبه لأنه لا يحب أحدا غير نفسه!
•  لكن رحلة الحياة – والحمد لله - جمعتنى مع كثرة من الأوفياء الذين غمرونى بكريم أفعالهم وطيب أصلهم وحسن خلقهم ولا شك فى أن من أعظم ما يهب الله المرء أن يمنحه نورا وبصيرة ليتمكن من الفرز وحسن الانتقاء.

خير الكلام:

 ناكر الجميل مثل الأعمى الذى يكسر عصاه بعد أن يبصر!