رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
أوضاع كارثية موروثة

بمصر أوضاع موروثة كارثية، من عصر مبارك وما قبله، يكاد لا يسلم منها جانب واحد، ولا يخففها إنكار البعض لها أو التهوين منها أو محاولاتهم التسفيه من الاهتمام بإيجاد حلول جذرية لها ووضعها على رأس الأولويات، ولا هجومهم على رصد الميزانيات الضخمة على إصلاحها! وخذ عندك حالة واحدة، وقِس عليها باقى الحالات، وهى المأساة المروِّعة التى وقعت فى كنيسة (أبو سيفين) بالورّاق الأحد الماضى، التى احترق واختنق فيها أكثر من 40 شهيداً فى أثناء صلاتهم، إضافة إلى عدد من الجرحى. وقد اهتزّ الضمير العام للمصريين بسببها وعَمَّ الحزن على الجميع، خاصة أن أطفالاً أبرياء راحوا فى الحادث. وقد أجمع الخبراء أنه كان يمكن تفادى المأساة أو تقليل تبعاتها، لو لم تكن الظروف هكذا: فمبنى الكنيسة، الذى أُنشئ منذ سنوات، غير مصمم بطريقة علمية تتفادى احتمالات مثل هذه الحوادث، كما أنه غير مُجَهَّز بالمعدات المطلوبة للوقاية من تبعات الحوادث، كما أن طبيعة المنطقة التى تقع فيها الكنيسة تعرقل أجهزة الإسعاف والإطفاء، فالشوارع ضيقة ومشغولة بالبضائع والسيارات المركونة، كما أن اكتظاظ المنطقة بالمنازل المتلاصقة يجعل السكان معرضين لامتداد النيران إذا اشتعلت فى أى مبنى..إلخ.

فأما الحلول التفصيلية لكل هذا فمعروفة، ليس فقط لدى الخبراء، ولكنها تدخل فى باب العلم العام، ولم تعد فى حاجة لدراسات وأبحاث إضافية، ولكن المشكلة الكبرى أن انتشار هذا الواقع بكل مخالفاته أكثر تفشياً مما يظن كثيرون، حتى إنه يعم البلاد طولاً وعرضاً، مما شكل أوضاعاً عامة تنطوى على منغصات تحيل حياة المواطنين إلى جحيم، وتصل إلى تهديد حياتهم، ومن المؤكد أن مشروع (حياة كريمة)، الذى بدأ بأكثر المناطق احتياجاً، ومعه مشروعات أخرى، هو خطوة جادة على الطريق الصحيح، مع إدراك أنه يجب تقديم تضحيات كثيرة من أجل الهدف الكبير.

وأما الطاقة المصرية الجبارة ففى البطولات الفذة للمصريين، والتى دونها تتعثر الخطط المدروسة والميزانيات المرصودة، مثلما فعل محمد يحيى، المقيم فى جوار الكنيسة، عندما أدرك أن الحادث خطير، فاقتحم النيران ونجح فى إنقاذ عم جورج وعدد من المصلين المحاصرين بالنيران، وتعرَّض هو لإصابات ونُقِل للمستشفى.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: