رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات حرة
الإهمال... مرة أخرى!

علينا قطعا أن ننتظر نتائج تحقيقات النيابة حول أسباب الحريق الذى وقع يوم الأحد الماضى (14/8) فى كنيسة أبو سيفين وأودى بحياة 41 مواطنا فضلا عن إصابة 14 آخرين، ونقل نحو 55 مصابا للمستشفى..، غير أننى أشعر بقوة- للأسف الشديد- أن السبب كان هو أساسا الإهمال! فالأمر الذى يبدو أنه الأكثر احتمالا حتى الآن، عن طريق شهود عيان مباشرين، تابعنا شهاداتهم على وسائل الإعلام، أن الشرر المتطاير من جهاز التكييف الموجود على سطح المبنى الذى تقع فيه الكنيسة، هو الذى تسبب فى اندلاع الحريق...، هذا يقطع بأن توصيلات هذا الجهاز الكهربية كانت مركبة بطريقة عشوائية أو مكشوفة. إن أجهزة التكييف موجودة بالآلاف فى الغالبية العظمى من المبانى العامة، وفى نسبة غير قليلة من المساكن... ولم نسمع أن أجهزة التكييف هى أحد مصادر الحرائق! غير أن الإهمال فى الالتزام بقواعد وأصول تركيب تلك الأجهزة، واللجوء أحيانا إلى الفهلوة المعتادة، خاصة فى المناطق الفقيرة، هو الذى جعلها على الأرجح مصدر الشرارة التى أحرقت مبنى أبو سيفين. ولايحتاج الأمر سوى أن نلقى نظرة من الخارج على المساكن فى المناطق العشوائية لنشاهد كيف توضع أجهزة التكييف فيها، وتوصيلاتها العجيبة!. إن الإهمال مرض عضال كان ولايزال مجتمعنا يعانى منه فى بعض نواحى حياتنا..، هل نسينا مأساة الشباب الخمسة الذين ماتوا فى بالوعة صرف فى اشمون بالمنوفية منذ نحو أسبوعين فقط نتيجة الإهمال فى تغطية البالوعة التى سرق غطاؤها أيضا نتيجة الإهمال فى حمايتها؟ أليس الإهمال هو السبب الرئيس وراء حوادث القطارات التى كانت تتكرر والتى كان من أغربها – فى فبراير 2019- ذلك السائق الذى ترك مكانه على مقعد القيادة لتندفع القاطرة، وراءها القطار كله، إلى داخل رصيف محطة مصر، مصطدما بنهايته ومخلفا 21 قتيلا و28 مصابا..؟ غير أن علينا فى النهاية أن ننتظر نتيجة تحقيقات النيابة العامة لنقطع الشك باليقين، وليرحم الله ضحايا أبو سيفين، وليلهم آلهم المكلومين الصبر والسلوان!.

Osama [email protected]
لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب

رابط دائم: