هذا حديث أتمنى مخلصا أن يصل إلى كل فتى أو فتاة، حصلت على الثانوية العامة، وتتجه إلى الدراسة الجامعية.. ولكن هيهات! فهم لا يقرأون الصحف! ومع ذلك أرجو أن تصل كلماتى إلى آبائهم وأمهاتهم أو إلى أى ممن يهمه الأمر. إن أول الأوهام التى أرجو أن يتخلصوا منها تماما وهم اسمه كليات القمة! بما يعنى ضمنا أن هناك كليات فى القاع ! هذا كلام فارغ و حديث سخيف أتمنى بالذات أن تحجم الصحافة عن ترديده! كليات القمة فى القسم العلمى علوم هى وفقا لهذا التقسيم كليات الطب وطب أسنان والصيدلة والطب البيطرى..مثلا! سابقة لكليات مثل العلوم والزراعة! وكليات القمة فى القسم العلمى رياضة هى الهندسة بكافة فروعها وتسبق الحاسبات والمعلومات والتجارة! أما فى القسم الأدبى فتتربع على القمة (بجانب الاقتصاد والعلوم السياسية) كليات الإعلام.. متفوقة على الحقوق والآداب والتجارة! ليس هناك فى العلم ــ أيها السادة ــ ولا فى الدراسة الجامعية المحترمة هذا التقسيم للعلوم! هناك «جامعات» متميزة وتحتل درجات رفيعة فى مكانتها العلمية فى الدنيا كلها.. أما التقليل على أساس نوعية الدراسة فهذا أمر غريب ومثير للسخرية! كلية العلوم جامعة الإسكندرية تخرج منها العالم المصرى ــ الأمريكى صاحب نوبل الدكتور أحمد زويل، الذى لم يتخرج من طب أو هندسة الإسكندرية! وفى كلية العلوم أيضا، وفى أربعينيات القرن الماضى تخرجت عالمة الذرة العبقرية المصرية د.سميرة موسى. وقبل ذلك بعقود (فى عام 1917) تخرج فى مدرسة الحقوق بالقاهرة عبدالرزاق السنهورى أبرز أعلام الفقه والقانون فى الوطن العربى! كما أن أغلبية رجال السياسة والحكم فى مصر قبل يوليو 1952 كانوا أيضا من خريجى كليات الحقوق، فضلا عن أساطين القانون من خريجى كليات الحقوق.. عندما كانت لها مكانتها المستحقة قبل أن تظهر كلية الإعلام! والعشرات من وزراء مصر كانوا ولا يزالون من خريجى كليات التجارة (عبدالعزيز حجازى، عاطف عبيد....إلخ) وهى الكلية التى لا تقع الآن على رأس اختيارات طلابنا! بعبارة موجزة...، أتمنى أن يحاط أبناؤنا بتلك الحقائق كى يحسنوا اختيار الدراسات الجامعية التى تشكل مستقبلهم وتصوغ دورهم فى بناء وطنهم.
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: