رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
لديها ما تخسره

لا يعملُ بموجب شعار (علىَّ وعلى أعدائى) إلا من ليس لديه شيء ثمين يخسره، أو من يُعميه عداءُ شديد أو رغبةُ عارمة فى انتقام. ولحسن الحظ فإن لدى الصين, وكذلك الولايات المتحدة, الكثير مما تخسره إذا انساقت إلى صدامٍ أو معركةٍ صفرية حتى إذا كانت اقتصاديةً أو تجارية، وليس عسكرية. العلاقاتُ التجارية، والاقتصادية عمومًا، بينهما مهولة وغير مسبوقة فى التاريخ. وإذا أخذنا التبادل التجارى مثالاً، نجد فى آخر تقريرٍ رسمىٍ صينى صادر فى 9 مايو الماضى عن الإدارة العامة للجمارك أنه ارتفع بين يناير وأبريل 2022 بنسبة 10.9% مقارنةً بالفترة نفسها فى العام الماضى. ويُتوقع أن يصل إجمالى حجم التجارة بين الدولتين فى نهاية العام إلى ما يقرب من تريليون دولار، بعد أن بلغ نحو 755 مليار دولار عام 2021. ومازالت الصين هى المستفيد الأول من الارتفاع المستمر فى معدلات هذا التبادل، إذ تحققُ فائضًا بشكلٍ منتظم، برغم الرسوم الإضافية التى فرضتها إدارة ترامب عام 2018 على بضائع صينية قيمتها نحو 250 مليار دولار. ولأن لدى الصين الكثير مما تخسره اقتصاديًا، مثلها فى ذلك مثل أمريكا، فى حالة الصدام الشامل ردًا على زيارة نانسى بيلوسى إلى تايوان، فالمتوقعُ أن تتجنب الدخول فى حربٍ اقتصادية ضد الولايات المتحدة، وفق ما يمكن استنتاجه بعد أسبوع تقريبًا على هذه الزيارة. وربما يُتيح تغليبُ العقل، على هذا النحو، فرصةً لاستمرار المشاورات الأولية التى بدأت بين الدولتين قبيل زيارة بيلوسى تحت عنوان مواجهة التحديات الخطيرة التى تواجهُ الاقتصاد العالمى. وإذ تزامنت تلك المشاورات مع موعد مراجعة الحزمة الأولى من الرسوم الجمركية الأمريكية الإضافية، فقد بدا أن إدارة بايدن جادةُ فيما أعلنته وزيرة الخزانة جانيت بلين فى يونيو الماضى عن بحث إلغاء هذه الحزمة، سعيًا إلى خفض التضخم ولو بنسبةٍ طفيفة. غير أن حكمة الصين, التى تمكنها من تجنب خسارة مهولة وحماية الاقتصاد العالمى من دمارٍ شاملٍ حال نشوب حربٍ اقتصادية واسعة النطاق, لا تحولُ دون تعرضها لخسارةٍ أخرى نبقى معها غدًا0


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: