رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قناة السويس.. وعاشق من عشاق مصر

أين ذهب الطائر البشرى الذى كان ما إن تأتيه دعوة لحضور مهمة أو حدث فى مدينته بورسعيد حتى تنبت لى أجنحة أطير بها الى هناك .. أجنحة ربما من الشوق.. ربما من جذورى المزروعة فى أرضها ربما من تاريخها الوطنى وتاريخ نضالها الذى يجرى فى عروق الأجيال التى أنتمى إليها كيف مع بقاء جميع الدوافع تكسرت الأجنحة وهزمها وهزمنى الزمن لأضطر للاعتذار عن حضور ندوة أقيمت احتفالا بالذكرى السادسة والستين لإنهاء الرئيس جمال عبد الناصر آخر معاقل ورموز احتلال الغرب للشرق ومواصلة سرقة ونهب كنوز وثروات المصريين وإقامة الاحتلال مشروعات تتحول الى مراكز نفوذ، وكل ما تحقق باستعادة المصريين قناتهم وإنهاء المد الأبدى للامتياز عليها كما أرادت الشركة الفرنسية ومازال يريد ويطمع من يطلقون على أنفسهم جماعة أصدقاء القناة.. ولأننى أعتز بانتماء وثيق يربطنى بعشاق مصر من الوطنيين والمحبين الذين جعلوا محبة بلدهم والدفاع عنه ورد الاعتبار له بوصلة هادية لأعمالهم وأبحاثهم ورسائلهم العلمية وواحد منهم .د. مصطفى الحفناوى والذى كانت دراسته عن القناة وحقوق المصريين فيها فى مقدمة ما استند اليه الرئيس عبدالناصر فى التأميم والذى لم يكن نهاية لحرب شنتها اكبر دول الاستعمار القديم فى عدوان 1956 والتى مثلت فيها المقاومة الباسلة لأبناء بورسعيد قصة من أعظم قصص مقاومة وانتصار الشعوب ولتتوالى معارك ومؤامرات إبقاء البصمات السوداء للاستعمار على القناة .. وانتصرت الإرادة السياسية لإرادة المصريين وحسم القضاء الوطنى العادل إبقاء تمثال الأفاق ديلسبس فى متحف مقتنياته بالإسماعيلية.

◙ حول تاريخ القناة العميق والبعيد وقصة حفرها من الفراعنة إلى البطالمة ثم قناة العرب وصولا إلى أن تصبح قناة السويس وفى مثال رائع لامتداد الجذور الوطنية من الآباء للأبناء كان حديث المفكر والمؤرخ الكبير .د. مصطفى الحفناوى محورا للندوة التى أقامتها اللجنة الثقافية بنقابة المهندسين احياء لذكرى يوم عظيم من أيام انتصار الإرادة الوطنية بإعادة قناة السويس ملكا لمن حفرها أجدادهم وقدموا أكثر من 120 ألف شهيد فى عملية من أسوأ عمليات السخرة فى التاريخ البشرى، ولم تتوقف قرابين الدم الذكى من أبناء القناة ومنهم الآلاف الذين استشهدوا فى عدوان1956 والآلاف الذين تغربوا فى عمليات التهجير أثناء العدوان وما كتب وما لم يكتب بعد من حكايات أبطال المقاومة والفدائيين والشهداء من أبطال وبطلات المقاومة من جميع ابناء المدينة التى أفشلت مخططات إعادة الاستيلاء على القناة.

◙ وأعتز بكتاب صدر فى سلسلة تحمل عنوان: ذاكرة الكتابة، وكانت تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة ـ قصة قناة السويس ـ للدكتور مصطفى الحفناوى عضو مجلس ادارة هيئة قناة السويس وحيث تتلخص الملحمة التاريخية التى أشك أن شعبا آ خر حقق مثلها وخلاصتها أنه اذا اجتمعت إرادة هذه الأمة على حق من حقوقها وبذلت فى سبيله ما يستحق من كفاح وتضحيات فلا قوة على الأرض ولا دول كبرى ولا جيوش ولا حكام ولا أعتى وأسوأ المؤامرات تستطيع ان تهزمها... هذه قصة قناة السويس وقصة عشق وحب المصريين لبلادهم وقصة مصر الأمس واليوم وغدا والتى حاولت أن أكتبها فى رواية حب بعنوان الزين والزينة نشرت على صفحتين بأهرام الجمعة.

◙ وفى أسبوع احتفال نقابة المهندسين ببورسعيد بذكرى تأميم القناة من خلال محاضرة المفكر الكبير د. مصطفى الحفناوى تابعت ما كتبه الزميل محمد أمين بالمصرى اليوم عن دراسة مهمة للمستشار حسن عمر الخبير فى القانون الدولى عن الإمكانات المتاحة لمضاعفة عائد قناة السويس وكيف أنه مع زيادة رسوم المرور للسفن يمكن لهيئة قناة السويس أن تمنح تخفيضات هائلة من هذه الرسوم للسفن التى تحصل على خدماتها من قناة السويس وبعبارة أخرى كما يقول المستشار حسن عمر إن ضحت قناة السويس بجزء من إيراداتها فى سبيل الحصول على عائد ضخم من الخدمات التى تقدم للسفن عندها تستطيع قناة السويس أن تحقق عوائد لمصر تسدد بها ديونها..

◙ إنه نموذج من أهم نماذج ما يجب أن يكون عليه الحوار الوطنى من طرح أفكار ومقترحات بناءة خاصة أن للمستشار حسن عمر عديدا من الدراسات المهمة حول اقتصاديات المنطقة ـ كما أن الرد العاجل الذى أرسلته هيئة قناة السويس يقدم نموذجا محترما لما يجب ان يكون عليه موقف المسئولين مما يعرضه الكتاب والمفكرون والقراء من رؤى ومقترحات فى الأغلب لا تجد الا الإهمال! وإذا كان رد هيئة القناة يفند ما جاء فى مقترحات المستشار حسن عمر فهذا لا يقلل من قيمتها وأهميتها وأهمية أن نتحاور بجدية ومن خلال خبراء ومتخصصين وأهل فكر وقانون وإبداع تمتلئ بهم مصر فى جميع القضايا الحياتية التى أكدت دائما ووثقت وقدمت الأدلة على قدرة مصر على الاعتماد والاستغناء بما لديها من امكانات ذاتية إذا أحسن استثمارها.

◙ تابع قراء أعزاء محاولاتى المستميتة لتحويل الرغيف المصنوع من خليط دقيق القمح والشعير إلى مشروع قومى ينقذ الملايين من رفع أسعار الرغيف وينقذ مصر من آثار أزمة القمح العالمية ويخفض العملة الصعبة التى تدفع فى استيراده ولكن يبدو أن المستفيدين من ارتفاع أسعار القمح لا يعجبهم ان ينافس الشعير القمح ويقلل أرباحهم.

ملحوظة أخيرة: مخبوزات الشعير الرائعة بسبب فوائدها الصحية ومذاقها الطيب أصبحت تباع بأعلى الأسعار فى المحال الكبرى الفاخرة!.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: